لها - لـ شجون ولكل من يشبهها -
جاءت (شجون) عند أمي عصرًا ..
تتلحَّف السواد ..
عباءة تغطيها من شعرها حتى أخمص قديمها ..
كانت تمسك بالسواد بقسوة لم تتعود عليها يديها الناعمتين – الجزء الوحيد الظاهر منها –
أطرقت رأسي خجلاً ..
أطرقت أمي رأسها مأساة ..
أطرقت هي رأسها همًا .. بكاءً .. ألمًا ..
كان كل شيء في تلك الفتاة (المسودة) منكسر أو ينكسر أو في طريقة للانكسار ..
كانت تمثل الانكسار باقتدار..
عرفت من أمي – بعد ذلك – أن (شجون) لم تقل كلمة أمي وأبي مجتمع في مكان واحد ..
افترق أبوها وأمها – طلاقًا - منذ نعومة اضفارها .. إن كانت هي أو اضفارها قد ذاقت طعم النعومة أصلا ..
تربَّت (شجون) مع زوج أمها .. الذي كان – يمارس هواية السيطرة – بتزويجها .. حتى أصبحت تلك الهواية مهارة بالنسبة له .. كان – ومازال - يتقن تزويجها أو تكسيرها بمهارة ..
تزوجت شجون ذات الثلاث والعشرين عامًا – أربع مرات - حتى أصبح الزواج بالنسبة لها أسلوب عقاب يمارسه (الهاوي) كلما أخطأت بحقه ..
لم يكن لشجون الحق في امتلاك أي شيء .. حتى جسدها ..
أخر مرة زوجها (الهاوي الماهر) لأنها رفضت أن تعطيه راتبها ..
ما لذي دعاها لفعل ذلك .. الرفض كلمة يجب أن لا تستخدمها تلك الفتاة المنكسرة .. فهي على كل حال لم تستخدمها ابدًا في حياتها ..
هي لم تأخذ راتبـ(ـها) .. أسف (راتب) فالهاء كثيرة بحقها ..
هي لم تأخذ (راتب) منذ توظفت..
كانت (شجون) تحارب – مجموعة من الذكور -
زوجها الأول أم طفلتـ(ـها) الوحيدة .. زوجها الثاني اشتر(ت) (وإياه) بيتًا من مهر(ها) ويريد أن يملكه بالكامل! .. زوجها الثالث يريد سيارتـ(ـها) وسائق(ـها) بعد طلاقهما .. والرابع يطرد بنت(ـها) أمامـ(ـها) في الساعة الـ 12 ليلاً وكأنه شيطان (قسوة) ..
كانت شجون – أمام أمي – بعد كل هذا تنطق .. وتتحدث! وتضحك! وهي تقول
الحمدالله يا أم سليمان وعدني زوجي أنه (يطلقني) إذا أعطيته 70.000 ألف ريال ..
وش أسوي باعطيه .. أهم شيء بنيتي .. ودي اشري راحتي! ..
تشترين راحتك!!
من سلبها منك حتى تشتريها؟! .. من له الحق ليشتري ويبيع براحتك حتى عليك في كل مرة أن تشتريها ؟!
...
شجون ذات الثلاث والعشرين عامًا .. تنتظر أن يُحكم عليها بالطلاق من زوجها الرابع تعزيرًا ..
وستحاول – كما تقول هي – أن لا تغضب زوج أمها حتى لا يحكم عليها بزواج (خامس) تعزيرًا ..
شجون (تـُعزَّر) ونحن نمارس هواية الفرجة!
شكرًا لك يا مجتمع الخصوصية والفضيلة!