حين يقدم الإنسان على أي مشروع فإنه يعنى بدراسة المشروع من جميع جوانبه، ويتأمله ويتمحصه،ويتدبر في عواقبه، حتى ليجذب إنتباهه كل كلمة تشابه اسم مشروعه،ويشده أي إعلان عنه.
وبالطبع هذا ليس خطأ، بل هو عين الصواب_مالم يجاوز حده_.
ومن أعظم المشاريع التي تمر بنا وأهمها وأكبرها أثرهآ وأدومها زمنآ.. مشروع <بناء العش الأسري>، وهو مشروع تتعلق به قضايا دينية واجتماعية وأسرية ونفسية، مشروع سماه الله<الميثاق الغليظ>.
مشروع لا تكمل حياة الإنسان إلا به{ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}
هذا المشروع كغيره تعتريه صعوبات، وتحف به أخطار ومشاكل قد تسبب في انهياره، وتحيط به التزامات لافكاك عنها ، وله ضوابط لسلامته، وإجراءات وقائية لسيره في طريقه الصحيح.
وهو مع ذلك كله متعة الروح وروح المتعة.
إلا أن المتأمل لحال مجتماعتنا الآن يجد إهمالآ في شأن توعية الشباب بماهية هذا المشروع، وطرق التعامل مع تفاصيله، وأوراق الربح فيه والخسارة_ولا نجحد جهد بعض الجمعيات الخيرية،فلهم جهد يشكر ..
لكني أرمي في حديثي إلى نقاطٍ مهـمـةٍ للطـرفيــن :
١/ بعض الشباب يقدم على الزواج وقد رسم في مخيلته البيت المخملي الذي سوف يسكنه ، والزوجة الخدوم الرؤوم التي ستهبه حياتها، والشابه تتصور شابآ سوف يحملها بين ذراعيه ويقيها برد الشتاء وحر المصيف، ويبحران في أحلام وردية ..
ليست تلك المشكلة;
إنما المشكلة أنهم في خضم أحلامهم لم يدر في خلد أحدهم الثمن الذي سيدفعـه للآخر! , ولا أن الزواج يقوم على مبدأ التضحية للآخر .
بعض الشباب من الصعب عليه أن يتنازل عن السهر في الاستراحة حتى وقت متأخر من الليل! فكيف لهذا أن يسعد زوجته؟!
وبعض الزوجات تثقل كاهل الزوج بطلبات تفرز مديونيات تثمر همومآ بعد ، و قد تستقيم الحياة بدونها، ومع ذلك ليس عندها استعداد للتنازل عنها! فكيف لهذه أن تسعد زوجها؟!
إن إقتناع الشباب أنفسهم بأهمية توعية أنفسهم بماهية الزواج_ أفراحه ، مسؤولياته ، متعه، مشاكله ، نفقاته،الأبناء وتربيتهم_ إقتناعهم بذلك هو بداية الطريق نحو نجاح هذا المشروع المهم.
٢/ زيادة الجهد في نشر الوعي لدى _ المقبلين والمتزوجين _ من قبل المؤسسات والدوائر الحكومية ، وخصوصآ مع بداية موسم الإجازة.
٣/ دور الأسر الشبه منعدم في توجيه أبنائهم وإرشادهم عند دخولهم هذا القفص (الذهبي)، والتحدث بشفافية معهم .
* بيت القصيد:
أن يحرص الزوجان_ سواء من تزوج أو من هو على عتبة الزواج _ على تنمية ثقافتهما الأسرية بحضور دورات أو سماع أشرطة أو قراءة كتب أو سؤال أهل الخبرة في ذلك، ولا ينتظروا حتى تبرد تلك العلاقة الحميمية بينهـمـا , أو يجف ينبوع المحبة فيهمـا ، أوتحدث المشاكل .
أخيرآ:
بارك الله للمتزوجين وبارك عليهما وجمع بينهما في خير .
شمعة أخيــرة:
تبتلى بعض الأسر بولد ينكد حياتها وينغص عيشها،لا يعرف معنى الحياة ولا قدر المسؤولية,
وحينما تفشل في تحسين سلوكه تلجأ إلى تزويجه، بحجة أن المرأة سوف تهديه صوابه! ودون أن يخبروا أهل الزوجة بعيوبه-.
أنا أعلم مدى مصيبة تلك الأسرة بولدها وأن أمنيتها أن يعدل من سلوكه بأي سبيل كان ..
لكن من الظلم العظيم أن تبلى به إمرأة مسكينة، وتفسد به بقية حياتها_إلا ماشاء الله_، و الغالب في مثل تلك الزيجات أنها لا تنجح.
ولا يخفى أن المرأة كالزجاج إذا انخدش لا يمكن إصلاحه..
والزواج لا مجال للتجربة فيه.
أخـوكم/ الاستاذ.د.
ملاحظة: كتبت هذا الموضوع سابقاً , وأردت أن أرفعه الآن لكني وجـدت المنتدى الاجتمـاعـي مغلقـاً فاضطررت لإعادة نسخه .