المقال العاشر
[fot1]للكاتب : رحــٌــال[/fot1]
جـرح السكيّن يبرأ ,,, وجرح اللّسان لا يبرأ
رجع أحمد إلي منزله عائداً من عمله المتعب ,حيث كان ذلك اليوم حافلاً بالمشاكل
والتعب ,دخل وهو يحملُ على أكتافه شُحنة من الغضب والإنفعال, فوجد الأولاد
قد بعثروا المنزل وقلبوه رأساً على عقب ,بينما أُمهم ساره منشغلةً بتحضير وجبة
الغداء ,فأخذ أحمد يصبُ جام غضبه على سارة ويُلوح بصوته غضباً على ما فعله
الأبناء ,فتلاطمت أمواج النزاع بين أحمد وساره , وتطايرت بينهما الكلمات
المُلتهبة حتى فقد أحمد سيطرته على لسانه فقال لسارة ( أن أكبر خطأ ارتكبه في
حياته هو زواجه منها ولولا إنها ابنة عمه لما تزوجها ,ولولا إحترامه وتقديره لعمه
لما بقي معها لحظة واحدة ) فكانت تلك الكلمات مثل وقع السيف على نفس ساره
,فأخذت سارة تبكي يوماً كاملاً على ما سمعته من زوجها أحمد ,وكيف وهو أحمد الذي أحبته
وعشقته منذ زواجهما فكانت لا ترى سوى أحمد ولا تعرف السعادة إلا مع أحمد
كانت تعيش لأجل أحمد ,فكان أحمد بمثابة النور لعينيها والإبتسامة لشفتيها ,ورغم
ذلك لم تستطع تحمّل تلك الكلمات فحزنت حزناً شديدا ,فلما ظهرالغد جاء أحمد
ليُراضيها فأخذ يشرح لها ويعتذر لها على ما بدر منه ,فسامحته ساره على الفور
لأنه زوجها وحبيبها وأب أولادها ....
سامحته محاولة نسيان تلك الكلمات التي ظلت تحوم فوق نفسها ليل نهار ,سامحته
لأنها أرادت أن تعيش زوجة مخلصة ومقدسة للعلاقة الزوجية , فرضيت وتناست
لأجل الحب الذي تربّع بقلبها منذ سنين ....
ومر الزمن وتعاقبت الأيام لكن لم تستطع ساره أن تغيرالنظرة التي تشكلت بعد سماع
تلك الحمم البركانية التي خرجت من زوجها أحمد ...لم تستطع نسيان ذلك الجرح
الذي بقي ملازماً لها رغم مكابرتها ...( فجـرح السكيّن يبرأ ,,, وجرح اللّسان لا يبرأ )....
فسارت الأمور على ماكانت عليه غير أن النظرة أختلفت ...إلي أن تهاوى كل
شي جميل في نفس ساره ... وانتهى المطاف بهما بالإنفصال ,,,,
فهكذا هي الكلمات جرحها أبلغ من جرح السكين ... حتى وإن طال الزمان
فجرحها لا يُنتسى ....