يحظى الفنان الهولندي فان جوخ ( 1853 -1890م ) بمكانة رفيعة و شهرة كبيرة في ميدان الفن التشكيلي ؛ فثلاث من لوحاته ضمن أغلى عشر لوحات في العالم ، و قد كان لطبيعة حياته الدرامية أثر في تلك الشهرة فقد قام بقطع أذنه و أهداها إلى فتاة كانت قد طلبت إهداءها منه ، و دخل مستشفى للأمراض العقلية ، و عانى من فقر شديد ، و لم يستفد ماديا من لوحاته فلم يكتشف الناس عبقريته إلا بعد موته ، و أخيرا مات منتحرا !!!
و هذه بعض أشهر لوحاته :
( آكلو البطاطا )
و هي من أشهر أعماله و تُـعَـد أول لوحة فنية له ، و نلاحظ أنها تمتاز بالألوان الداكنة ، فقد رسمها قبل سفره إلى باريس و تأثره بالفنانين الانطباعيين و ألوانهم المشرقة . و قد كتب لأخيه عنها : ( لقد حاولت أن أظهر أن هؤلاء الناس الذين يأكلون البطاطا في ضوء المصباح قد حفَروا الأرض بذات الأيدي التي يمدونها الآن إلى الطبق . لذا ، فاللوحة تؤكد على العمل اليدوي و على كسب الرزق الحلال ......... على كل مَن يرغب أن يرى فلاحيه مرتبين مهندمين أن ينظر في مكان آخر ) .
.......................
( دوار الشمس )
من أشهر لوحات فان جوخ و تمتاز بألوانها المشرقة على عادة الانطباعيين . و قد بيعت هذه اللوحة عام 1987م بـ 39,9 مليون دولار بينما كان فان جوخ قد عرض بيعها بـخمسين فرنكا .
.......................
كان طبيب فان جوخ ، و قد قال عنه فان جوخ في إحدى رسائله لأخيه : ( إنه مريض مثلي ، بل ربما يكون أكثر مرضا ) . و هي أعلى لوحاته سعرا فقد بيعت بـ 82.5 مليون دولار ، و العجيب أنها لم تكن تجد من يشتريها حين كان فان جوخ يعرضها للبيع كي يسد حاجته .
.......................
تميز فان جوخ بكثرة رسم الصور الشخصية لنفسه على عادة الرسامين الانطباعيين الذين كانوا يرسمون الشيء الواحد عدة مرات .
( يبدو الفنان هادئا و مسترخيا لكن نظراته و ملامحه تشي بقلق داخلي ) .
.......................
( مدام جينو )
و هي إحدى أغلى لوحاته فقد بيعت بأكثر من 40 مليون دولار .
.......................
رسم نفسه بـأذنه المقطوعة !!
.......................
( ليلة مرصعة بالنجوم )
أشهر لوحات فان جوخ و أكثرها إثارة للجدل و استدعاءً للتفسيرات المختلفة . و أصبحت موضوعا لأشعار و روايات و مقطوعات موسيقية . و في هذه اللوحة يتجلى الاتجاه الذي عُـرِف به فان جوخ ( ما بعد الانطباعية ) فقد أخذ أرباب هذا الاتجاه على المدرسة الانطباعية أنها تهتم بتسجيل مظاهر الطبيعة أكثر من اهتمامها بتصوير انفعالات الفنان أمام تلك المظاهر . فبالنسبة لهذه اللوحة نلاحظ أنها تعبيرٌ عن رؤى و أفكار يعانيها فان جوخ أكثر من كونها انطباعا بسيطا لِـكَيفَ تبدو السماء ذات ليلة . كتب فان جوخ في إحدى رسائله لأخيه ثيو : ( إني من بدلا من محاولة نقل ما أراه نقلا أمينا أستعمل الألوان اعتسافا من أجل التعبير عن نفسي تعبيرا أقوى ) .
.......................
اللوحة الوحيدة التي باعها في حياته .
.......................
إحدى أغلى لوحاته و يبدو فيها تأثر فان جوخ بالفن الياباني الذي كان معجبا به .
.......................
بقي أن أشير إلى أمرين :
1- أن فان جوخ كان مغرما جدا بكتابة الرسائل فقد كتب ما بين عامي ( 1872 و1890م ) 661 رسالة لأخيه ( ثيو ) ، و 135 لبعض الأقرباء و المعارف . و قد أمكن من خلال رسائله لأخيه ( ثيو ) معرفة كثير من شؤون حياته و أسرار فنه .
2- أن بعض مؤرخي الفن عَـدّوه رائدا للمدرسة التعبيرية التي ظهرت بعد وفاته ، فَـلأنه كان يصور المناظر ليس كما هي و لكن كما يحسها هو بِـوِجدانه فقد توافق هذا مع فكرة المدرسة التعبيرية الداعية إلى أن يهتم الفنان بالتعبير عن انفعالاته حتى لو أدى ذلك إلى تشويه الصورة الواقعية للعالم الخارجي . و بذلك نلاحظ أن فان جوخ - مثل سائر عمالقة الأدب و الفن - لم يستطع اتجاهٌ فنيٌ واحد أن يهيمن على أعماله .
العرض الشجري