قيلولة في الصحراء
الجزء الأول
في صبيحة يوم شتويّ جميل ركب الصحاب (أحمد، صالح، عادل، سلمان) سيارتهم الوانيت (هايلوكس) المحملة بأغراض الرحلات البرية (خيمة، عزبة، فرش...) على نية قضاء عدة أيام في ربيع الصحراء الممطرة.
بعد حوالي ساعتين وصل الصحاب إلى المراد..صحراءٌ مزدانة بخضار الربيع، وبعد أخذ ورد أجمعوا على نقرة(منطقة صغيرة تحفها الرمال من جهتين أو ثلاث) مناسبة، ونصبوا خيمتهم الكبيرة، كما نصبوا خيمة المطبخ، وانزلوا كل ما في السيارة في الخيام، وما بقي إلا أن يحضر بقية الشلّة بعد أن يخرجوا من دوام يوم الأربعاء قبيل صلاة العصر.
وبعد أن تناولوا قهوة الصباح وارتاحوا من عناء الطريق والعمل.. قام أحدهم ونادى لصلاة الظهر مؤذناً، فصلوا جماعة. ثم تيمم أكبرهم (أحمد) شجرة طلحة لينام في ظلها، بينما انطلق الآخرون إلى اقرب محطة وقود ليحضروا من بقالتها بعض أغراض الغداء أو هو بالأصح عشاء؛ حيث إنهم يتناولونه في آخر فترة العصر. بعد أن انطلق الثلاثة إلى البقالة غطّ احمد في سبات عميق ليأخذ قيلولته المعتادة ظهيرة كل يوم.
بعد مضيّ برهة من الزمن رأى أحمد أن أصحابة وقد عادوا من البقالة، ويتنططون بسيارتهم على رؤس الرمال(يطعسون) فرحين بأمطار الخير التي هلت على صحرائهم المحببة . . . وبينما هم كذلك إذ انقلبت السيارة وتدحرجت بهم من عال إلى سافل حتى استقرت مستوية . . . فزَّ أحمد وهب مسرعاً نحوهم . . .