أنا هنا ..!
أنا هنا ..
مقيّد في وحدتي
في غرفتي
(أذوب مثل شمعتي)
أجترّ من خواطري
كل الهموم المؤلمة
أنا هنا ..
يجتاحني شوق غيور
مدمّرٌ
مزلزلٌ
محطّمٌ
يُميت كل بُرعمٍ
أو زهرةٍ
تنمو بها مشاعري
أنا هنا ..
لكنني لست هنا
وأنتِ يامذيبتي
هناك ..
نعم هناك
لكنك لست هناك
أنتِ هنا
في غرفتي
في مهجتي
في شهقتي
في زفرتي
في خفقة القلب الجريح
أنت هنا ..
في فكرتي
في سطوة الخيال
وموجة الجنون الحالمة
أنا هنا ..
أصارع الهموم
وأكتوي بوحدتي
الوجد يافراشتي
أذابني
أماتني
أنا هنا ..
مشتّت الأفكار
محطَّم القوى
أعيش في غيبوبةٍ
أرى بها
مشاهد الضياع العاطفي !
والموت كل لحظةٍ
يشير لي
يقول لي :
هيا معي !
أنا هنا ..
صريع شوقٍ لا يُفيق
أنا الغريق المحترق
والسم يسري في الجسد
من لوعة الفراق
وفي الفراق ..
توقف الزمن
ليعزف الجنون
لحنا جنائزيا خافتا
أنا هنا ..
بحسرة أعيش
بلوعةٍ .. أشاهد الذبول
يجتاح كل زهرةٍ
زرعتها
سقيتها من مهجتي
طال الغياب ياحبيبتي
طال الغياب
عشرون يوما قد مضت
عشرون في الحساب
لكنها في لوعة الأشواق
عشرون قرنا من شجن
أنا هنا ..
في ظُلمتين من زمن
وحُرقتين من ألم
أنا هنا ..
ممدّد على سرير الاحتضار
ما بين وجدٍ قاتلٍ
يحيطني
يلفّني
وبين شوقٍ وانتظار
أنا هنا ..
وكل ما أخشاه ياحبيبتي
إن عُدْتِ من بعد الغياب
ألّا تريني في (هنا) ..
بل في (هناك) ..!
العرض الشجري