خرجت من (شمس) في عز الشمس ولست مقتنعاً بأنني أخطأت!
*حاوره - أحمد العجلان:
بتال القوس إعلامي متمرس علما وعملاً.. بدأ في إذاعة الرياض مذيعاً مثيراً بموضوعية ورقي ثم انتقل الى التلفزيون السعودي مع بداية بث القناة الرياضية فكان محاوراً متمكناً سواء عبر إدارته الرائعة للاستوديو التحليلي أو عبر البرنامج الشهير (المواجهة) الذي كان يحظى بالمتابعة لقدرة بتال وبراعته في اختيار ضيوفه والأسئلة التي كان يطرحها عليهم حيث كان ينقل اهتمامات وتساؤلات الجماهير ويطرحها أمام الضيف..اليوم نحن نمارس مع بتال أسلوبه في المواجهة ونضعه في الموقف الذي كان يضع ضيوفه فيه ونترك للقارئ الحكم على إجابات ضيفنا وتقويمها والحكم على درجة انفعاله فإلى الحديث مع الإعلامي العصري بتال القوس.
* حدثنا عن خلفية إبعادك عن صحيفة (شمس) ولماذا ضحوا بك بهذه السهولة؟
- القضية واضحة, تحدثت عنها كثيرا ولا أريد أن أزيد, لأن فيه تمليل للمتابع, ونظرة للخلف ولا أحب أن أكون كذلك, لدي ما هو أهم الآن, الحياة لا تتوقف عند شيء, مهما كان تفسير المتابع لما حدث, (شمس) مضت وأنا مضيت, أعتقد أن كلا الطرفين يتمنى التوفيق للآخر، وإذا كنت ترى أن أحدا ضحى وجه السؤال له.
* يقال إنك جمعت أصدقاءك بعيدا عن المهنية عندما توليت رئاسة التحرير؟
- لست مسؤولا عما يقال, وما يقال وسيقال كثير, ستتعب إن توقفت للرد على كل شيء, أصدقائي لا تستوعبهم (شمس) لو أردت, ومن عمل فيها كان مقياس اختياره مهنيا خالصا.
* بعد تركك (شمس) كانت هناك موجة من الاستقالات والإقالات.. هل حاولوا إبعاد كل من له علاقة ببتال؟
- لا يا أحمد, ما زلنا أصدقاء, أنا و(شمس) والعاملون فيها, كل ما هنالك أن بعض الزملاء خرجوا بطوعهم واختيارهم لم يبعدهم أحد بل برغبتهم المحضة, عدا الزميل أحمد الفهيد ولم يكن لصداقتنا أو علاقتنا دور في ذلك.
* لماذا ابتعدوا؟
- رغبات شخصية.
* هل كان لك دور في ابتعادهم؟
- أبدا, بل حرصت على بقائهم, نجحت في إقناع البعض بالبقاء وفشلت مع آخرين أصروا على الرحيل.
* كيف كان رد الإدارة؟
- أعتقد أنها تركت الحرية لهم مع تبيان حرصها على من يريد البقاء.
* المعروف أن لك علاقة جيدة مع الأمير تركي بن خالد المسؤول عن (شمس) كيف كان موقف سموه؟
- ما زالت وستظل علاقتنا, لا أنسى كلماته لحظة القرار، قال لي: كنت نعم الصديق والأخ ورئيس التحرير, ولو عادت الظروف مرة أخرى لاخترتك رئيسا من جديد, وأشكره على تقديمي في هذا المنصب الحساس وعلى ثقته.
لا بد أن أشير هنا إلى أن العمل معه كان مريحا, لديه إيمان كبير بالتخصص والاحترافية, هو رجل ذكي في الأزمة غاب العقل وحضرت العاطفة وكان موقفه جيدا.
تمنيت المزيد لأنني أعرف من هو تركي بن خالد وما الذي يستطيع الوصول إليه.
* ما رأيك في (شمس) الآن والتغييرات التي حدثت فيها؟
- لم أقراها بدقة, لكنها مرت بظروف صعبة جدا, يصعب الحكم عليها, اتركها تخرج منها أولا.
* في أزمة إبعادك، من هم الأشخاص الذين وقفوا معك وتحتفظ بهذا الموقف لهم؟
- لا أنسى وقفة الكثيرين من الزملاء والأصدقاء والأقارب, لكن لوقفة الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز شكل مختلف, سأظل مدينا له, أسرني بكلماته وأفعاله, عبدالله بن مساعد ليس أميرا بنسبه فقط بل أمير بإنسانيته وعقله وأفعاله ونزاهته.
* المعروف أنك انتقلت إلى قناة (العربية) ماذا ستقدم في هذه القناة؟
- مازلنا في طور الإعداد.
* ذكرت في لقاء لك مع قناة (فواصل) أنك نصراوي تائب.. ماذا تقصد بذلك؟
- ما دمت سألت فأنت تملك الإجابة، لأنني وضحتها في الحلقة ذاتها, لا تأخذ الأمور على غرار: لا تقربوا الصلاة وتصمت.
النصر تاريخ ونجوم, يفخر بالانتساب إليه, ليس جرما ولا ذنبا ولا عيبا, لكنني قصدت كما قلت في الحلقة ذاتها, أنني تائب عن التشجيع الرياضي, لم يعد يستفزني نصر أو هزيمة فريق, القضية أصبحت احترافا وعملا بالنسبة لي, كما يريد النصر أن ينجح في منافساته، أريد أنا أيضا أن أنجح في عملي.
* كيف كان موقف النصراويين معك أثناء إيقافك وأنت الرجل المحسوب عليهم؟
- لست محسوبا على أحد, ولم أوقف.
* لماذا لم تستمر في القناة (الرياضية) السعودية؟
- مازلت موظفا في القناة (الرياضية), خرجت وقد أعود وربما لا, لن أنسى القناة وأصدقائي فيها وأنها قدمتني إلى الساحة, لن أنسى كل ما أعطتني, أنا مدين لها ولإذاعة الرياض قبلها. بعد تجربة (شمس) كنت بحاجة إلى تجربة جديدة ومختلفة وأجواء صافية أمارس فيها دوري بوضوح, وأستفيد من خبرات وقدرات قناة قوية مثل (العربية).
أنا أيضا بحاجة للوصول إلى جمهور آخر غير الجمهور المحلي الذي أصبحت معروفا لديه, هذا كله اعتقد أنه موجود في (العربية) العملاقة, أيضا هذا سيمنحني فرصة مواصلة دراستي العليا التي تعطلت كثيرا بسبب مشاغلي المتعددة سابقا.
* عملت في الصحافة سنوات طويلة عبر الاقتصادية من ثم رئيسا لتحرير (شمس) هل سنراك من جديد في العمل الصحافي؟
- لا أعلم ظروف المستقبل, لدي رغبة في التفرغ للعمل التلفزيوني, لكن ربما أعود, من يعرف ماذا تخبئ الأقدار.
* برأيك من هم أبرز الإعلاميين الرياضيين السعوديين في الصحافة والتلفزيون؟
- كثيرون.
* نعود إليك كمذيع سمعنا أنك ستقدم برنامجين عبر قناة (العربية).. ما هي هذه البرامج؟
- قلت لك مازلنا في طور الإعداد، لا تستبق الأحداث.
* المتلقي في (العربية) يختلف عنه في القناة (الرياضية).. هل ستغير طريقتك في مكانك الجديد؟
- لم أفهم ماذا تقصد بتغيير الطريقة, أعرف أن لكل منشأة إعلامية أسلوبها وجمهورها الذي تستهدفه, و(العربيون) نسبة إلى (العربية) يعرفونني جيدا قبل أن يفاوضونني, والإعلام هو الإعلام في كل مكان مع تأثره بالبيئة المحيطة وبالسياسات المحلية.
* استفزازك ضيوفك عبر برنامجك السابق (المواجهة) يُفسر أحيانا بعدم احترامك الضيف.. لماذا أنت تسلك هذا الاتجاه؟
- ما تراه أنت لا يراه غيرك, قد تفسر بعض المواقف على أنها تجاوزات وفقا لمنطلقات المتلقي, تابع برامج حوارية خارج الإطار المحلي سترى أننا في (المواجهة) ما زلنا نحبو.
* عدم احترامك الضيف يتجلى في بعض المواقف, مثلا عندما قلت لطلال آل الشيخ (لماذا أصاب وجهك الإحمرار)؟
- هنا اعتذرت مباشرة على الهواء للضيف وللمشاهد, وقلت لحظتها:
إذا تجاوزت فأنا أعتذر, هذا يؤكد جوابي السابق, لم أقصد التقليل من الضيف أبداً ولا تبدو لي كذلك. يا أخي يمكن القصد الاطمئنان على صحة الضيف عندما تسأل لماذا تغير لونك، طلال صديق جميل لم يعترض.
* أيضا في برنامج (المواجهة) ما هي أكثر الحلقات التي تركت أثراً في الوسط الرياضي وشعرت بأنك قدمت خلالها شيئا للجمهور؟
- حلقات كثيرة, أحيانا تصلني ردة فعل قوية على حلقات أظنها ضعيفة, والعكس, لكل مشاهد رأي ورغبات وأهواء تسيطر عليه أحيانا وهو يتابع.
* مصادري تؤكد أن رئيس الاتحاد منصور البلوي هرب من مواجهتك, هل عرضت عليه المواجهة ورفضها كما تشير المصادر؟
- ومصادرك ما قالت لك جوابا.
* لماذا يرفض البلوي مواجهتك؟
- لا أعرف, وجهت له الدعوة أكثر من مرة وكان ودودا جدا في تلقيها, واعتذر كثيرا بمشاغله.
* من هو الشخص الذي تمنيت مقابلته ولم يحصل لك ذلك؟
- تمنيت استضافة الشيخ أحمد الفهد عندما كان رئيسا للاتحاد الكويتي, وربما يحدث يوما ما, وأتمنى محاورة محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي, وربما يحدث أيضا في (العربية), ولو بالأمنيات فقط أتمنى استضافة الأسطورة مارادونا.
* تبدو نرجسيا في لقاءاتك..هل تضع نفسك في المقدمة بين الإعلاميين كما يبدو لي أنك تزعم؟
- المهم أين يضعك الجمهور العاقل, أعرف مكاني في القائمة وأسعى دائما لتصحيح أخطائي وتطوير قدراتي, على فكرة النرجسية مرض وأنا لا أشكو من شيء والحمد لله, كما أن النرجسي لا يرى أحدا سوى نفسه ويهمش الآخرين وأنت تسأل عن قائمة أي عن ترتيب ومنافسين, يبدو أنك سمعت بالنرجسية وترددها فقط ولا تعرف معناها العلمي ولا حتى الأسطوري الشهير.
راجع صياغة سؤالك.
* كلمتك الأخيرة في هذا اللقاء؟
- شكرا على دعوتك الجميلة وأتمنى لك التوفيق.
العرض العادي
