من ينقذ والدة الشلهوب
- عيد الثقيل - 01/05/1427هـ
كنت أعلم أن والدة محمد الشلهوب نجم الهلال والمنتخب السعودي والمواطن الذي يرتحل مع زملائه منذ 6 أشهر من مكان إلى آخر لتمثيل الوطن بشكل يشرفنا جميعا كسعوديين مريضة، ولكني لم أعلم تفاصيل حالتها الصحية الحرجة إلا البارحة ما دعاني للتفكير طويلا مذهولا ومصدوما من خذلاننا للنجم الصغير.
لست أرمي بالمسؤولية في ذلك على شخص بعينه أو على جهة على حساب أخرى فجميعنا مسؤولون ومقصرون بحق هذا النجم البارع وبحق عائلته، نحن معشر الإعلاميين تسابقنا على كل ما نراه مثيرا إعلاميا وكل ما نراه مسوقا لصحفنا حتى وإن كنا على خطأ، صعدنا الخلافات بين الأندية وزدنا رقعة الخلاف بين مسؤوليها، انتقدنا في كل اتجاه، وشتمنا وضربنا في كل اتجاه أيضا، وتركنا الشلهوب يصارع مأساة والدته وحده، تركناه يسافر هنا وهناك، وعقله عند سرير الغالية المريضة، تركناه يتصبب عرقا جهدا وقلقا عليها ولم نقدم له شيئا، لم نرع عائلته ولم نقدم يد المساعدة لوالدته، فأم الشلهوب ليست في حيز الإثارة التي أعمتنا عن واجباتنا.
هذا ما فعلنا نحن الإعلاميين وبدأت به عمدا لأنهم يروننا المحرك ويرونا الموجه ولكن ماذا فعل المسؤولون في الهلال وفي المنتخب السعودي، ها هي والدة الشلهوب تصارع المرض وتحتاج إلى زراعة كبد في عملية تتجاوز تكلفتها مليونا ونصف المليون ريال ولا أحد منا يحرك ساكنا، لا نحن كتبنا عنها وبرأننا ذممنا، ولا المسؤولون سألوا عنه ومدوا يد المساعدة له. لست هنا بقاس على أحد وإن قسوت فبدأت بنفسي لعلي في ذلك أن جد العذر.
أين الملايين التي تصرف هنا وهناك في صفقات فاشلة عن أم الشلهوب، أين هي عن والدة نجم صغير قدم للوطن أكثر مما قدمه البعض، أين نحن عن مواطن يمثلنا جميعا في محفل عالمي ونحن هنا في أرض هذا الوطن ننسى عائلته، أين الهلاليون وأين مسؤول المنتخب، أين الملايين التي تنفق يمينا ويسارا في أمور لا توازي إنقاذ نفس غالية، أين الملايين التي تعيد البسمة لعائلة كاملة، أين أصحاب الملايين والباحثين عن الأجر، أين وأين وأين، أيننا عنك يا شلهوب وأينك عنا
العرض الشجري