هذه مشاركه من إحدى الأخوات أعرضها عنها وأرسل آراءكم إليها:
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
يحلولي أحياناًأن أتخيل الحياة مقسومةً منطقتين,واحده تعاش مع الأهل والأصدقاء وأفراد المجتمع قاطبةً وتفرضها المقاييس التي تتأسس عليها العلاقات الإجتماعيه,وثانيه خاصه بالذات الفرديه ومتحرره من روابط التفكير والمنطق ومعايير العيش في كنف الجماعه.لكن هذا التخيل يصطدم دوماً بسلطة اليومي وبتداخله الحاسم في صناعة تفاصيل ترى!لماذا يحلولي أن أتخيل الحياة مقسومةً منطقتين؟!...
أفعل ذلك لأني بت متعبة من التفكير المتواصل ومن الخضوع للقوانين العامه ولاأعرف الآخرين وقيمهم.وأعتقد بأنني بهذا التخيل أستطيع أن أهرب إلى مناطقي الداخليه حيث الحريه الشخصية تصنع فضاءً رحباً يمكِّن هذه الذات المتعبه من التحليق وحيدةً وحرةً ومتفلِّتةً من القيود الثقيله والواجبات اليوميه وشتى أنواع القهر والقمع والخيبه والمراره,المرتبطه كلها بالهوة التي تفصل الواقعي عن المتخيل,وبتلك التي تفصل الممكن الحصول عليه عن المرغوب فيه.
يلازمني هذا التعب الروحي بوتيره دائمه ومرهفه بحيث أجدني بدون وعي منِّي مدفوعه بقوةً غامضه الىأن أمارس هواية الفرار إلى الأعماق
والمجاهل الحره داخل ذاتي باحثةً عن مكان خلل من تبكيت الفكر وتعذيب العقل فهناك أشعر بأنني مجهوله وأنني لاألهث وراء شئ ولاأفتقد شيئاً محدداً.وهناك أشعر بأنني لاأحد...وأقول أيضاً إن من شأن ذلك إذا تحقق أن يؤدي بالتأكيد إلى وئام عميق في دواخل النفس البشريه يمكنها من مواصلة العيش بتوازن يعيد إليها بعضاً من تماسك مفقود ومن ثقةٍِِ مهدوره.ولكم يبدو لي شخصياً هذا القرار حلاً معقولاً لكل ماأعانيه من مشقه يوميه في مواجهة سيول الأفكار الهادره التي تغمرني وتجعلني شبيهةً بزورقً تتقاذفه الأمواج في عرض البحر,فلا يعرف أن يصل إلى ميناء ولا أن يضع حداً لهذه الهشاشه التي تعصف به .
#وفي اعتقادي أننا كلما اعترفنا بالحاجه المسالمه الماسه الى مثل هذا الهرب الفكري خطونا خطوةً كبيره في اتجاه المصارحه مع الذات وردمنا من الهوة المفتوحه في أعماقنا.
#$#ملاحظه خاصه:
الله يعينكم على خرابيطي التي أسميتها مقالات.و السلام خير الختام
العرض المتطور
