ولي تعقيب على (التصحر العاطفي) أيضاً!! الجزيرة 15/1/1427هـالثلاثاء
قرأت ما نشرته (الجزيرة) يوم الاثنين 30-12-1426هـ بعنوان: (التصحر العاطفي) وعمل المرأة.. من يدفع الثمن؟ للأخ عبد العزيز العسكر تعقيباً على ما كتبته الأخت وسيلة الحلبي بعنوان: (عمل المرأة خارج منزلها = التصحر العاطفي) تحدثا فيه عن عمل المرأة خارج منزلها واعتلائها الكرسي الدوار لتثبت وجودها ولتثبت بأنها تستطيع العمل إلى جانب الرجل وفي مختلف المهن والظروف والأوقات مما كان سبباً في حرمان فلذات الأكباد من أحضان الأمهات الدافئة ولمساتها الحانية وكلماتها المتفائلة وبسماتها التي تبعث السعادة في قلوب الأبناء والبنات هذا بخلاف تناسبها الاستيقاظ معهم كل صباح والمسح على رأس هذا وتسريح شعر تلك ومواساة الجبنة داخل الشاطر والمشطور ولفها بكيس من النايلون ووضعها في حقيبة الابن أو الابنة وتقديم كأس الحليب ومن ثم تحضير حقيبة الكتب للصغار وتفقدها وتلبيسهم ملابسهم لهذا اليوم ومن ثم طبع تلك القبلة على جبين أو خدي كل واحد منهم خاصة الصغار ومن ثم السير خلفهم حتى يخرجوا من باب المنزل ليعتلوا المركبة إلى المدرسة، قافلة الباب من خلفهم رافعة يديها وهي راجعة سائلة المولى ان يحفظهم ويصلحهم وان يعودوا إليها حاملين شهادات النجاح. كل تلك الأمور يفقدها الأبناء والبنات بسبب خروج الأم للعمل. عوداً على بدء: حقيقة أن ما كتبه الأخ العسكر والأخت وسيلة نحو التصحر العاطفي لهو عين بل كبد الحقيقة ووالله ما من امرأة تعلو كرسي الوظيفة وخاصة من لها زوج أنعم الله به عليها ينفق عليها وعلى أولادها {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} «34» سورة النساء، إلا وقد حرمت نفسها متعة النظر إلى الأبناء والبنات زينة الحياة الدنيا {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} «46» سورة الكهف، ومتعة معاشرة الزوج وملاطفته {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} «21» سورة الروم، بل وفقدت الراحة النفسية والمعنوية معاً واستبدلت نظرات الآخرين إليها المجللة بالاحترام والتقدير بنظرة دونية بل قد تصل إلى الازدراء والسخرية خاصة إذا كانت تعمل مع الرجال وإلى جانبهم تحاكيهم ويحاكونها وتبادلهم الابتسامات والنكات فتهون عليهم وتصغر في نظرهم وقد تجلب لنفسها العنوسة كل هذا تحت مسمى تمكين المرأة من العمل اللهم إلا فيما يخصها ويرفع من مكانها كالتدريس والتمريض وبعض المهن الخاصة بالنساء البعيدة عن المخالطة مقرونة بالحاجة كأم الايتام والمطلقة ولديها أطفال محرومون ناهيك عن تربية الأبناء على يد ذلك السيل الجارف من الخادمات من مختلف المشارب بل والأديان والثقافات (مما قد ينسيهم أن لهم أمهات مما سيؤصل قطيعة الرحم والعقوق للوالدين وتقويض للروابط الأسرية وفتح لأبواب أمراض العصر الاجتماعية من تشرد وضياع وولوج أبواب الشر على اختلاف مداخلها) إذ إن الأم لا تراهم سوى لا أقول ساعات بل دقائق في اليوم أو اليومين مما وقع فيه الكثير سوى يومي الخميس والجمعة وإذا تواجدت بين أطفالها فهي كالضيف أو قد تستغلهما للزيارات والحفلات فتسرق معظم الوقت من الأبناء فيصبح لا فرق بين اليومين وبقية أيام الأسبوع، كل هذا بسبب التطبيل والدعوة الزائفة لتشغيل المرأة وتفريغها من محتواها الشرعي والعائلي (والمرأة راعية على بيت زوجها ...) الحديث.. وكأن نساءنا يعشن في إحدى الدول الأوروبية أو الأمريكية وتناسينا أن القوامة للرجل ومن واجباته الإنفاق على المرأة والأبناء {وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ} بل وهناك من يدعين رفض القوامة بحجة التسلط المزعوم على المرأة ويحاولن إخراجها من حيز الطاعة التي قال عنها نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) وقد يتجهن إلى تأويل هذا الحديث ولا شك أن غياب الآباء والأمهات عن المنزل أكثر الوقت سيؤثر في تربية الأبناء فيكون كل شيء ممنوعاً بمتناولهم إلا من حفظ الله وقد يأتي يوم يعضون فيه أصابع الندم وخاصة الأم لأنها غالباً ما تكون أدرى بخفايا الأبناء والبنات، لهذا أؤكد على بنات بلدي بألا يستجبن للخروج إلى العمل بدون حاجة ملحة وضوابط شرعية لا تخفى عليهن وألا يقعن في المحظور مما لا تحمد عقباه. أما ما تحدث عنه الأخ العسكر عن التعداد وإن كان لم ولن يرضى الكثير من النساء فهو حل مثالي لا شك فلدينا من العانسات ما الله به عليم هذا بخلاف المطلقات والأرامل والله الهادي إلى سواء السبيل.
صالح العبد الرحمن التويجري
اخحوتى واخواتى هذا موضوع مهم احببت ان يستفيد منه الاخرون وبنفس الوقت ابداء الراى وشكرا لكا من ساهم سواء قرا او علق والقصد الافادة والاستفادة