هل تعي نساؤنا هذا؟
المدينة 21/7/1426ه الموافق 26/8/اغسطس
أبغض الحلال عند الله وعند الناس أن يرتبط رجل بامرأة ثم ينفصم هذا الرباط المقدس.
ان المرأة اذا كانت ماهرة في فتح قلب الرجل والدخول فيه، فإنها يجب ان تكون على نفس الدرجة من المهارة في الاحتفاظ بهذا القلب الذي استولت عليه وجعلته يترشف حبها، حتى خيل إليها انه لا يستطيع ان يعيش بدونها.
والمرأة عند الزواج تكون في نشوة عاطفية تشغلها عن حقيقة لا مناص عنها.. وهي انصرام الرباط المقدس في اي وقت فالله تبارك وتعالى شرع الطلاق، كما شرع الزواج.. والطلاق ارضية عنيفة تهدم البيت الذي بني على الاحلام الوردية وعزفت فيه القلوب الحان الغرام.. فلو ان المراة وضعت في اعتبارها ان رباط الزوجية ليس ممتداً إلى آخر عمر الزوجين: أحدهما أو كليهما.. وأن مفاجآت القدر كثيرة، وان الرجل الذي يحنو عليها ويظلها بأفياء المودة والرحمة.. لو انها وضعت في اعتبارها أن ذلك قد يتقلص ويتلاشى في اي لحظة، لفكرت في اي خطوة قبل أن تخطوها، وفي اي عمل قبل ان تقدم عليه. وبذلك تحتفظ إلى حد كبير بقلب زوجها وعواطفه ومشاعره واحاسيسه.. فإذا كان زوجها يحافظ على صلة الرحم، ويبر والديه واخوته واخواته، فواجب الزوجة ان تشاركه فيه هذه الخلال الحميدة، لا ان تقف في وجهه. لأن المرأة التي تنفصل مشاعرها عن مشاعر زوجها وتحاول ان تصنع حوله ستاراً حديدياً لتعزله عن أسرته، هي امرأة قصيرة النظر تفقد مساحة من قلب زوجها، وقد يعاملها بالمثل فتتمزق وشائج الاسرتين. اسرتها واسرته.. وتصبح اسرته حرباً عليها.. وكم من زوجات حمقاوات ملأن طريق حياتهن بالأشواك والصخور، وبحثن عن قلوب ازواجهن فوجدنها قد دمين بالجراح.. جراح البغض والكراهية.
والاحتفاظ بقلب الرجل يتطلب من الزوجة أنفاً حساساً يشم كل رائحة يبغضها الرجل.. والروائح المبغوضة قد تأتي من الجارات او الصديقات. فهناك رجال لا يحبون ان ترتبط زوجاتهم بجاراتهن، اذا كانت الجارات يتصفن بصفات ممقوتة يكره الرجل ان تتصف بها زوجته.. وقد تكون صديقات الزوجة على درجة من السوء تجعلهن شائهات خلقياً في نظر الرجل.
الأنف الحساس عند الزوجة يميز بين الروائح الطيبة والروائح الخبيثة.. فإذا شاءت ان يظل قلب زوجها في يدها، فعليها ألا تجعله يشم رائحة خبيثة، وان تجعل رغباته ذات أولوية في تصرفاتها.. اما اذا اعتبرت ان علاقاتها مسألة تخصها، فلا تلومن الا نفسها اذا وجدت ان قلب زوجها أوصد دونها. وبالتالي تجردت حياتها من عطر الحب وسناه.
ان الزواج سعادة وتضحية. اما السعادة فلأنها وجدت رجلاً حسنها الله في عينه، فاختارها شريكة حياته لتصحبه في رحلة الحياة، وتقاسمه السراء والضراء، واما التضحية فلا، الزواج يجعل حريتها في يد الرجل.. فلا تتصرف الا بمعرفته، ولا تمارس عملا إلا بموافقته ولا تزور أهلها إلا بعد استئذانه. وفي مقابل ذلك جعل الإسلام حمايتها واجبا مقدسا عليه ، حتى انه إذا قتل وهو يدافع عنها يعتبره الإسلام في عداد الشهداء..
والزوجة هي عرض الرجل وشرفه وسمعته.. وهي أغلى نعمة. من نعم الله على الإنسان . فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: '' الدنيا متاع. وخير متاعها الزوجة الصالحة.. التي ان نظرت اليها سرتك.. وان أمرتها أطاعتك، وان غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك'' .
والمرأة تعلم هذه الحقيقة، فتتدلل على الرجل ولا ييأس من أن يدللها، بل من واجبه ان يمنحها قسطا من الدلال، ولكن الدلال يفسدها أحيانا فتظن ان الرجل كالخاتم في إصبعها، تديره كيف شاءت، وتأتي بتصرفات ينكرها الرجل، كأن تتقاعس عن خدمته، أو تسقط حقا من حقوقه.. عندئذ يتحول قلبه عنها، لأن القلب متقلب دائما، ومهمة المرأة ان تجعله يتقلب تجاهها فإذا أسرف الرجل في تدليلها ، فعليها ان تستقبل هذا التدليل باسراف في الاهتمام به ورعاية شؤونه، وبذلك تحتفظ بقلبه وتبقى على عواطفه وتوثق مشاعرها بمشاعره. فلا تسرفي سيدتي في الوهم، وتتخيلي ان الرجل حيوان ألوق، حتى لا تقعي في المحظور ، وتنالي جزاء وهمك عقابا صارما.. فأبغض الحلال عند الله وعند الناس ان يرتبط رجل بامرأة، ثم ينقصم هذا الرباط المقدس.. وأخطر موقف تواجهه المرأة ان يصاب بيتها بزلزال من الخلاف فتتصدع جدرانه، وتتهدم أركانه.
محمد عبدالرحيم البارون- مدركة
اخواتى وبناتى وزوجاتنا وامهاتنا // لقد قرات هذا الموضوع بجريدة المدينة فاعجبنى مضمونه ومن اجل الاستفادة منه احلببت نقله اليكن فعسى ان تستفدن منه
العرض العادي
