يعطيك الف شكر
بلاتينى يبقي احد عباقرة الكرة
وابي ازود عليك
لحظات من حفل اعتزاله
كان يوم الثالث والعشرين من شهر أيار (مايو) عام 1988 يوماً مشهوداً في تاريخ النجم الفرنسي ميشال بلاتيني الذي ودع فيه ملاعب الكرة إلى الأبد وسط أجواء ممزوجة بالسعادة والمرح والحزن والكآبة, وكانت مدينو نانسي الفرنسية محط أنظار العالم من أقصاه إلى أقصاه حيث شهدت مهرجان الكروي الضخم الذي أقيم في ملعب " مارسيل بيكو " وتجند كل فرد في هذه المدينة في سبيل إنجاح هذا المهرجان.
وجاء يوم تكريم بلاتيني حسب ما كان يشتهيه النجم الفرنسي الكبير, فاستقطبت المباراة بين منتخب فرنسا ( 84 – 86 ) ومنتخب بقية العالم, جميع النجوم الذي تمنى بلاتيني أن يكونوا في مهرجان اعتزاله وعلى رأسهم الجوهرة السوداء والنجم الأسطوري بيليه, والبطل الأرجنتيني مارادونا. وقد أضفى مجيء الملك بيليه على مهرجان اعتزال بلاتيني جو من الروعة حيث أبى بيليه إلا أن يحضر هو ووالده إلى هذا المهرجان زيادة في تكريم النجم الفرنسي.
** المايسترو والعزف الأخير **
وكان بلاتيني في ذلك اليوم التاريخي كما عهده الجميع نجماُ متألقاُ, حيث نزل إلى أرض الملعب وبرفقته الملك بيليه والشيخ فهد الأحمد الصبح رئيس الإتحاد الكويتي لكرة القدم حيث صافحوا أفراد الفريقين وبعدما بدأت المباراة وبرهن بلاتيني خلالها أنه ما زال عملاقاُ وسط تلك الكوكبة من النجوم, حيث انتزع الآهات من صدور الجماهير, وأعاد من خلال أسلوبه الأنيق أسطورة قصته الكروية الجميلة التي يصعب محوها من الذاكرة. وكان كالمنارة المضيئة التي لم تفقد طوال اثنتي عشرة سنة, وبدا وكأنه " قائد أوركسترا " ينظم كل شيء حوله, حتى أن الكبار الذين كانوا يلعبون إلى جانبه بدوا في فترة من الفترات وكأنهم يتعلمون من أصول اللعبة ولكن بنكهتها الأصيلة.
لقد كان ميشال بلاتيني كل شيء في يوم تكريمه, قائداً ولاعباً وتاريخاً وأنساناً, وقد ظهر ذلك كله من خلال ما قدمه على ملعب " مارسيل بيكو " حيث وضع في هذه المباراة عصارة خبرته الكروية التي جمعها في السنوات العشرين الماضية, فكان الدينامو الذي يحرك كل شيء, ورغم أن الحظ خانه في إحراز أي هدف من تسديداته الكثيرة, إلا أن بلاتيني كان له الفضل في خروج المنتخب الفرنسي متعادلاً مع منتخب نجوم العالم بعد إهدائه هدف التعادل أثر تمريرة محكمة إلى زميله بيللون الذي سجل بها هدف فرنسا الأول في الدقيقة 52 وذلك قبل الهدف الثاني الرائع الذي سجله بابان في الدقيقة 62 لتصبح النتيجة 2-2 علماً أن هدفي نجوم العالم سجلهما لوثر ما تيوس في الدقيقة 15, وانزو فرنسيسكولي في الدقيقة 85.
وقبل انتهاء المباراة بثلاث دقائق خرج بلاتيني من الملعب وسط لحظات مؤثرة لغياب هذا اللاعب الكبير الذي ترك فراغاً كبيراً في الملاعب, ونزل مكانه ابنه لوران البالغ من العمر 22 سنة حالياً وتسع سنوات وقتها.
** 19 نجماُ عالمياُ **
وتأكيداُ لقيمة بلاتيني كلاعب وإنسان, فقد شارك في " عرسه الكروي " 19 لاعباُ من أبرز مشاهير الكرة في وقته وهم:
جان ماري بفاف (بلجيكا), جوان ينتو (البرتغال), كارل هاينتس فورستر (المانيا), مكسيم بوسيس (فرنسا), خوليو ألبرتو (اسبانيا) لوثر ماثيوس (المانيا), دييغو مارادونا (الأرجنيتين), باولو فوتر (البرتغال), رابح ماجر (الجزائر), هوغو سانشيز (المكسيك), أيغور بلانوف ورينات داساييف (روسيا), يونييك (بولندا), ماركو تارديللي (إيطاليا), ميشال غونزاليس (اسبانيا), غوردون ستاركان (اسكتلندا), زيكو (البرازيل), الكسندر زافاروف (روسيا) انزو فرنسيسكو (الأورغواي).
تحياتى الك