ضيفا أتى إلينا حاملاً بين ثناياه عبق الرحمة، ونسائم المغفرة، وبشرى العتق من النار، يكسو الكائنات ذلاً وخشوعاً للواحد القهار، ويضفي على القلوب انكساراً وخضوعاً بين يدي العزيز الغفار، وترفرف القلوب عنده شوقاً ورجوعاً إلى الرحيم المنان .. ضيفاً عندما يضع رحاله بين ظهرانينا فلابد للأرواح أن تلتقي طمعاً في كرم الرحمان، ولابد للأنفس أن ترتقي لتعانق الجنان، يا فوز من بلغه فجادت نفسه ولو بشق تمرة تنقذه من النار، ويا فلاح من أدركه فترقرقت من عينه دمعة يذرفها في دجى الأسحار، ويا سعد من عانقت دعواته ليلة القدر فعاش هنيئاً ينعم، فوالله إن فواته ندم، والحياة بدونه عدم، وتركه حسرة وألم، فيا خيبة من باللهو ضيعه، ويا حسرة من بالمعاصي ميعه ..
لم نكن في يومٍ من الأيام اناس تهفو إلى السياسة والفكر دون سواهما، ولم يكن جُلَّ شأننا أن ندعوا لحياة صومعة أو ركن مسجد فلا يغادرهما، وإنما نحن لبنة لبناء جيلٍ يتشبث بالدين ويبني الدنيا..فنعطي للأمرين حقهما ومن أجل هذا
اسأل الله أن يجعلني وإياكم فيه من عتقائه من النار، وأن يتقبل مني ومنكم صيامه وقيامه .. وكل عامٍ وأنتم بخير
العرض العادي
