[align=center]
[/align]
خلق الله الأنسان وزرع فيه فطرة الأنتماء ليشعر الفرد ايا كان بأنه جزء من كل
فكانت التجمعات البشرية تمثل بعض الروابط الفطرية كالأنتماء للقبيلة أو اللغة أو الأمة
أما المكان فلم يكن أكثر من حمى يعطي تلك التجمعات نقطة إلتقاء بين أفرادها
فنسبت الأماكن إلى التجمعات ولم تنسب التجمعات إلى الأماكن
فأنعم الله على البشرية بأن جعل الأسلام هو الأنتماء الشامل الكامل لكل خلقه لايفرق بين فرد وفرد إلا بحسب إنتماءه لهذا الدين
فكانت نتيجة وجود الأخلاص في هذا الأنتماء والشعور الحقيقي به قيام اعظم أمة عرفها التاريخ
إلا ان الضعف الذي اعتراها نتيجة النقص في هذا الأنتماء جعل أفرادها يبحثون عن إنتماءات اقل شأنا ليعودوا إلى جاهليتهم الأولى
ومع الضعف الأكبر الذي مرت به هذه الأمة في جسدها الأجتماعي وظهور البدع والخرافات فيه في فترة زمنية سابقة إنتهت بظهور مجدد الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله إلا أن بعض مظاهر تلك البدع لازال يعيث بنا فسادا
الأنتماء للمكان وإعطاءه الأولية على رابطة الدين ورابطة الدم فيروس إجتماعي قضى على الكثير من أسباب نجاح هذه الأمة ككل وهذا البلد بالذات
وأبى بعض مرضى النفوس إلا إستغلال بعض الكيلوات بين الأخوة ليجعلوا منها فسحة كبيرة في الروابط والأخوة الأسلامية والعقائدية ممزقين بأفعالهم وأقوالهم كل رابط يمكن أن يجعل مابيننا أمر يخدم مصلحة الأمة الأسلامية
مايحدث في الأمة هو صورة طبق الأصل لما يحدث في الوطن وبصورة أدق في منطقتنا العزيزة
فخمسة وعشرون كيلو مترا لاتمثل مسافة فاصلة خصوصا إذا ماتخللت تلك المسافة روابط أسرية وروابط دم تربط بين من هنا ومن هم هناك
إلا أن العقول الفارغة بخوارها الموحش جعلت من تلك المسافة أحراشا تخيف عابريها
العقول المتزنه ولله الحمد أكثر ولكن تحتاج لقرن سوادها الأعظم بسيادة صوتها على الجميع في المجالس الخاصه والمجالس العامه وهذا مانفتقده تماما بكل اسف
فمع كل إجراء إداري يصدر من البعيد حتى وإن كان معرضا للخطاء كما هو يحتمل الصواب نجد تلك العقول المريضه تزيد من تحركها ليغلب صوت الهواء داخلها على صوت العقل والحكمة والنظرة البعيدة
في مثل هذه المواقف نحتاج لحكمة الدين وصوت العقل وتصرف العقلاء إلا أن كل ذلك يغيب تحت فرض أمر الواقع بالسلطة الجبرية التي تولد في النفوس تراكمات تجعل من كل خطوة قادمة فرصة لأثارة الأغبرة من جديد من قبل من لايعرفون إلا الركض خلف أشباه العارفين
متى يعرف أولئك بأن بريدة وعنيزة بيت واحد يمتد فناءها لأكثر من هذه المسافة تسكنه أسرة واحدة متى ماشبع أحد افرادها شعر الأخرون بالشبع
و مع شروق الشمس وإنقشاع الظلام تكون صورة العابرين لتلك المسافة بيننا أفضل رد على أولئك
فسواء إتجهنا جنوبا أم أتجهنا شمالا فنحن إلى بيتنا ذاهبون وليزداد المرضى مرضا وليجعلوا من دواخلهم قبورا لتلك القلوب الموبوءة بفيروس الكراهية
وستظل بريدة وعنيزة عينان في رأس كل عاقل يرى الأمور بمنظور الدين والأخوة الأسلامية السامية
وللجميع تحياتي ,,,
الرمادي