انتبه انتبه الحناء السوداء.. كوارث سوداء

[المجمعة ديرتي]

بسم الله الرحمن الرحيم


صبغة الحناء السوداء تحوي مادة كيميائية وليست نباتات عشبية أو طبيعية


صبغة الحناء السوداء صبغة جذابة تدعو السيدات والرجال إلى استخدامها ليظهروا بمظهر الجمال والنضارة. هذا ما يحلم به من استعمل هذه الصبغة ووضعها على شعره ولكن هل سأل نفسه من يستعمل هذه الصبغة هل هي حناء طبيعية أي من نباتات عشبية كما يظهر من الاسم (Black Henna).

وبتحليل هذه الحناء السوداء كما يزعم من صنعها بالأجهزة الدقيقة والحديثة GC/MS وجد أنها عبارة عن مادة كيميائية هي بارافينلين داي أمين (PPD Paraphenylene di amine) لوحدها ولا تحوي أي نباتات عشبية أو مواد طبيعية كما يظهر من الاسم على العلبة ولا تعطي النضارة والجمال لمن استخدمها لأن هذه المادة الكيميائية تسبّب للجلد الحكة الشديدة والاحمرار وتورّم الجلد وهذه الحكة قد تتحوّل إلى تشقّقات والتهاب في الجلد شديد جداً يشبه لسعة النار ، وإذا استخدمت هذه الصبغة على شعر الوجه سبّبت تورماً في الشفائف وكذلك تورماً في الوجه يتطلّب الإسعاف الأولي المستعجل.

كذلك يؤدّي كثرة استخدام هذه الصبغة لفترة طويلة أوراماً سرطانية كما ثبتت هذه الدراسة على حيوانات التجارب.

إن صبغة "الحناء السوداء" كما يسمّيها من صنعها وأنتجها ليست حناء أو ما يعرف بالحناء وهو المستخرج من نبات الحناء وهو الذي يعطي اللون البني الفاتح أو البني الغامق عند إضافة بعض الأحماض عليه أو إضافات ومركّبات أخرى يعرفها كثيرٌ من يستخدم الحناء.


إن الحناء نبات يستخدم من آلاف السنين للصباغة أي صباغة الشعر والأيدي وأطراف الأصابع ويستخدم للزينة وخاصة في حفلات العيد أو حفلات الزواج واستخدام الحناء آمن إذا استخدم على الشعر أو الجلد ويستخدم لعلاج بعض الأمراض مثل الصداع خاصة إذا أضيف له الخل والحناء لا يقارن بهذه الصبغة الضارة. وإن تسمية هذه الصبغة الكيميائية الضارة "بالحناء السوداء" كما هو ظاهر على العلبة وكذلك سمّيت "الذهب الأسود" Black Gold هذا من باب التلاعب بالألفاظ واستخدام أسماء جذابة تدعو إلى جذب عامة الناس والذين لا يعرفون من هذه الصبغة إلى أنها ذهب أسود أو حناء سوداء ولا يعرفون ضررها ولا يعرفون أن هذه الصبغة لو تركت على الأرض أو في مكان غير آمن وبلعها طفل لأنهت حياته أو سبّبت له أمراضاً تعايشه طول فترة حياته أدناها فشل كلوي . إن على مستوردي هذه الصبغات التوقف عن جلب واستيراد ما يضر وخاصة بعد كتابة هذه السطور الكاشفة.


الدكتور: محمد بن عبد الله الطفيل
رئيس قسم تحليل الأدوية والأعشاب - علوم المختبر الطبي
مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث