بالغ الشعراء في تصوير ما يجدونه من أوجاع الحب !!
حتى أصبحت لغة ذهاب الروح مقابل الراحة أمراً مألوفاً !!
ولكن شاعرنا فهيد المجماج صوّر الوجع من منظور حسي لم يصل إليه شاعر من قبل !!
يقول :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
حبه يخج القلب ما يوجع وجاع = لا شك قلبي مودعه بيت نملة [/poem]
من يعرف بيت النمل يعرف مدى دقة الشاعر في هذا التصوير الرائع !!
ولا ملامة للشاعر عندما قال ( يخج القلب ) فهذا ما يعتريه بالفعل !!
ويصل الوجع إلى ذروته عندما يجعل ( مودعه ) قلب الشاعر ( المحب ) كبيت النمل !!
وبيت النمل لمن لم يراه بيت يتكون من سراديب وأماكن لحفظ الطعام !!
كل ذلك البيت وما يموج فيه من حركة يشابه قلب المحب على حد رأي الشاعر !!
وعند النظر إلى الصورة بإطار أشمل نجد أن الشاعر وفق كثيراً !!
فهو يقول أن حب معشوقته ليس له أثر سلبي فهو يتغلغل إلى سويداء القلب ولا يحس منه الألم !!
وعند النظر إلى حركة النمل نجد أنها حركةً تتوافق مع طريقة بناء البيت ولا تحدث أثراً سيئاً !!
ولتقريب الصورة أكثر نجد أن صورة حب المحبوبة ودم القلب وحركة النمل تجتمع تحت مظلة الشعور بالراحة !!
أما عن حجم القلب وكيف أن حب المحبوبة قام بتهشيمه حتى جعله كبيت النمل من حيث الشكل فهي صورة أكثر من رائعة !!
انظر إلى النمل وهو يحفر تجد أنه لا يؤثر ولا يهدم بل يحفر قليلاً وببطء وهذا ما أحدثه حب المحبوبة في قلب الشاعر المتيّم !!
هذا البيت طالما قام التحدي من أجل الوصول إليه ولم يصل إليه شاعر !!
ولكننا لا نغفل أن البيئة لها أثر في جودة هذا التصوير الرائع حيث إنها ساعدت كثيراً تصوير الشاعر كما أن البيئة ساعدت كثيراً لفهم مراد الشاعر !!
وقفة مع مساعد الرشيدي في أبيه :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أنا شبابك لو غزا رأسك السيب = وأنا عضيدك لو تجور الليالي [/poem]
تحياتي للجميع
2/12/1424هـ
العرض العادي
