دائما ما أن أكتب موضوع أو أو غرد بتغريدة إلا وتنهال علي الردود لبعض البشر إما متهجمين أو ناصحين ..
ودائما ما يرددون لا تنتقد رجال الدين فإنك آثم وعلى خطأ كبير .. وما أن أكتب لنقد مسئول أو مفكر أو كاتب صحفي إلا وتصفق لي الأيادي ويعلو اسمي بالأزاهيج
لست أفهم هذا التناقض بالردود .. ؟
كنت في الماضي وقبل بضع سنين أتعجب كيف لكاتب أن ينتقد رجال الدين ؟ كيف يتحمل آثم سبهم وشتمهم وكيف يقابل ربه ؟
وما يأتي صحفي أو مسئول إلا وأنهال عليه بالنقد والتجريح فهنا تذوب كل الحدود والأطر .. فنقد الغير مباحاً لي في كل مكان خاصة أصدقائي ( المطاوعة ) فهم هنا ييصفوني بالناقد والمفكر والجليل ..
وما أنتقد جهاز الهيئة أو المشايخ إلا وأعينهم تدور . ووجوهم تتهجم وألسنتهم حِداد لا استطيع ردها ..
كنت دبلوماسياً للغاية أو منافقاً إن شئت .. حيث ألتزم الصمت تارة وأجاريهم الرأي تارة أخرى
وفي نفسي صدام وتأنيب لضمير كيف أنتقد أناس وأغض الطرف عن أناس وهم كلاهما بشر مهما تغلف بغلاف التدين أو التفكير ..
أشعر حينها بالذنب مرة والخجل من نفسي مرة أخرى في تناقضاتي تلك..
ومرت الأيام والليالي وكشف الله ما كان خافياً فعلاوة على أخطاء زملائي المطاوعة وإرتكابهم لبعض الذنوب مروراً بالنقد الفكري بين المشائخ والعلماء والسب والشتم بينهم ونهاية بقراءتي لكتب من علماء المسلمين أن هناك فرق بين الدين بمعنى الشريعة وبين المشرعون بمعنى التحقيق
أي أن الدين وقوانينه شيء .. وتطبيقه وشرعنته شيء أخر ..
وأن لا أحد معصوم أبداً مهما تغلف بأي غلاف أو توشح أي وشاح فيبقى له عقل كما لك عقل ولا فرق بينهما قطعاً
حيث لم يسلم النبي صلى الله عليه وسلم من الخطأ حيث نزلت سورة (عبس وتولى ) وهذا دليل من القرأن أن الوحي لم يكن من النبي ذاته بل من الله العلي القدير ..
أدلة قوية على عدم عصمة البشر نهائياً .. تفتح لنا باب النقد لـ أراء وأفكــار المشايخ خاصة فتاويتهم التي لا تشتمل على نص شرعي ولا على واقع ومصلحة عامة يقينية تطمئن بها النفوس وتحقق بها المصالح العليا .
حوار الأديان . الإختلاط . الأمر بالمعروف . اللبرالية . الجهاد . الأرهاب . السفر لبلاد الكفار . الإبتعاث . السياحة .الديمقراطية . الحوار مع الغرب . تعليم البنات . قيادة المرأة لسيارة . كشف الوجه . الانتخابات . التقنيات . البلتوث . جوال الكيمرا . نظام ديوان الخدمة المدنية . الاحتفال باليوم الوطني . لعبة البلوت . التصوير والصورة . أجازة الجمعة والسبت , والإستعانة بالغرب . القنوات الفضائية .تلك مواضيع كانت في يوم من الأيام حرام ويوقع مرتكبها أقسى درجات العقاب الدنيوي بالضرب أو الإيقاف أو الوعيد الشديد له بالنار في الأخرة ..
أما اليوم فهو جائز ولا حرج في ذالك ..
لو كان هذا من عند الله ما تبدل ولا تغير قطعاَ لأن مشيئة الكون التي يتصرف بها الرب لا تتناقض طبعاً مع قوانينه وشرعيته سبحانه ولا الفطرة التي فطر الناس عليها .
إنه من تلقاء انفسهم وما تأولو إليه أفكــارهم وما يُساق به عقولهم أو ما تذهب به مصالحهم .
تفتح عقلي على مصارعيه , وأنكشفت غمة لازمتني طول حياتي . عرفت حينها أن العقل إذا حجب بشيء من معوقات التفكير أصبح كالأنعام بل أضل . يساق إلى حيث يُراد .
ولم تكن القراءة وحدها هي التي كشفت تلك الحقيقة , بل الأحداث التي مرت بها الأمة الأسلامية كشفت لنا حقائق مشائخ وجماعات كنا نحسبها ونزكيها بأنها مرسلة من السماء إلى أهل الأرض أن أطيعوني أو أنكم لـ ضالون .
ولم تقف عند هذا احد بل أن الشيخ أو الداعية لا يرى قرينه في العلم من شيء مثل ما نراهم نحن كأنهم بنيان مرصوص في سبيل الإسلام كا علمونا ودرسونا .
أدركت أيضــا أن ليس كل المشائخ مصلحين .. وأن الإصلاح لا ينطلق من تزكية شيخ أو عالم رباني إنما من مفكر صحيح التفكير سليم الهوى ينظر للأمور بمناظر المصلحة والواقع والفائدة والفوائد ويسوقنا إلى الفطرة التي فطرنا الله عليها .
إذا .. بعد ذالك أصبحت أشارك في الإصلاح وذالك بنقد الذات بدأ بنفسي مرور بالمفكرين والمشايخ والنقاد والعلماء وغيرهم فكل شخص ستطاله النقد البناء سعياً في الأصلاح حتى وإن جرموك أهل الأرض ومن فيهم
دائماً النية هي التي يحاسب العبد عليها فمن نيته نقد رجال الدين لكره في دين الله وشريعته المعصومة . فهو يتحمل وزره وآثامه وسوف يقف أمام الله يوم القيامة ليحاسبه على كل صغيرة أو كبيرة .
وأما من ينتقد رجال الدين لـ صلاح الأمة الأسلامية والنهوض بالدين وحماية شريعة الله من المسيئين لها فإنه نتحتسبه والله حسيبه أنه كما جاء في الحديث إن أجتهد وأخطاءفله أجر , وإن صح إجتهاده فله أجران وأسأل الله أن أكون منهم .
أخواني الكرام
يعلم الله وحده نيتي ويعلم سريرتي وهو من يحاسبني بالجزاء أو بالعطاء ولا يهمني كان من كان . أو قال من قال .
هو ضميري الذي يأنبني عندما أشاهد أن شريعة الله تساء من قبل بعض الطبقات وإن حسنت نيتهم إلا أننا مأمورين بالدفاع عنها وتصحيح مسارها ليس على سبيل أن علماء ومشائخ وإنما على سبيل أننا ننقد ما توحي به عقولنا أنه خطاء يجب الحيد عنه .
لذالك لا تلوموني ي سادة في نقد بعض رجال الدين لأنهم إون حسنت نيتهم إلا أنهم يسقون المجتمع إلى طريق الظلام ويضيقون مفهومه ويلون اذرعة الأدلة , ليجعلونه دين أنطواء وجمود وإنكســار وهذا ما يستدعي للكتابة عن رجال الدين
من أجل هذا انتقدت بعض رجال الدين والمفكرين والعلماء وعامة الناس
منقول
العرض الشجري