.
.
دعاني أحد الأصدقاء مشكوراً لوجبة خفيفة
من مطاعم البيك .. بعد أن اختلست من الوقت بدل الضائع
لرحلة عمرة بوالدتي .. استأذنتها وانطلقت إليه فيه جدة
هو صديق قديم سكن هناك وأتواصل معه باستمرار
أقلها يكفينا عناء حجز الشقق ..
مع كرمه وطيب نفسه ، حفظه الله من صديق
بيت القصيد أنه دعاني لوجبة فاخترت كسائر أهل ديرتي
البيك ، واخترت البحر كمكان للقاء وللعرمشة
.
+ 
.
خرجت ووعدنا كان في فرعهم على الكورنيش
أصرّ على دفع الحساب مشكوراً
ووقفنا أمام طاولة استلام الوجبات بانتظار رقمنا
وكان البيك يعج بالزائرين
ولا يهم .. أخ كريم وشهر كريم وجو رائق
طرأت لحظة صمت من الحديث
استرعاني حديث أحد أهل جدة من الشباب لرفيقه
أمامي مباشرة
كان يلقي الحديث ومؤخرته بارزة على علو
مرتفع بيديه على الطاولة وضاغطن على الطاولة
فبانت على هيئة طيحني .. بل شرشحني أعزكم الله
لا أظلمه فكان يفصلنا عن مؤخرته سيئة الذكر
غشاء شفاف من الشيفون .. وضعه أدباً يبدو أدباً مع العقلاء هههه
وقد حامت كبدي .. وكدت أنصرف بلا طعام
.
.
وإكراماً لمضيفي .. ولعناء الطريق والزحمة انتظرت
ولم أكن أعلم أن ما شهدته هو الألوان الباهتة من الصورة
أما القرمزية القاتمة فشباب هرب من المفيد للضار
فأصبح ضارٍ وليس من البشر
أعود لأبو مؤخرة
الحقيقة كان يلتفت باستمرار
ويتحرك ويرتجف قبل الحديث وعندما اطمأن إلى أن من خلفه
شباب وغير مطاوعة ... ما عادت تفرق معه
وفضفض لصاحبه .. مهوب قادر ينتظر للسيارة
قاله :
عادل .. إيش أسوي قوللي ، هيا قوللي
أحووووبها ، مو قادر أتنفس .. حاس بمشاعري مكتبوته
وبتنفجر .. إيش أسوي تِقْدر تِفيدَني .. حبيبي عادل
ما ترضى هيا .. ومو حاسه بيني ،، ولا معبراني
هنا انقطع الإرسال بسبب استلام
الكابتن عادل .. لطلبو .. وهو يلحقه يقول : قوللي .. كيف
جلست أسولف مع رفيقي وأقول .. يعني كل هالكبت بداخله
وهالمشاعر .. ياااااااااحرام
ما تخاف الله هالمعذباه
وكلنا كذلك .. بصراحة
نصرف كثير من مشاعرنا بطريقة فيها هدر وعدم ترشيد
بل عدم معرفة بمن ولمن وكيف ومتى تمنح
المشاعر الحقيقية التي لا يندم صاحبها .. على صرفها
هي ما تكون لمن يجب أن تكون له
فلا أجمل من تعلق الشخص بخالقه
والعيش مع نفحاته والتلذذ بمناجاته
و
مشاعر تذهب لوالد أو والدة
أو زوج أو زوجة أو أخت أو أخ
و
ضعيف أو مسكين أوفقير
أو ذو حاجة وفاقة
ولكننا وأنا أولكم
بحنا بها لمن لا يستحق أو يرد بما يسحق
أو يعتب فلا يرضى
أو القريب منه يضل ويشقى ..
.
قال إيش : أحووووبها ... اعقل بس
.
بمان الله