كان مجرد تخيّل وجود امرأة من غير شعر أمر صعب التخيّل ، كأن ذلك الزمن لم يعلم ما سيصل إليه الحال في زمننا الحالي .
ربما يكون للأجانب ما ليس لنا ، ولكن ظهور تلك التصورات عندنا أمر تحتّم وقوعه واستساغ الناس رؤيته .
فلم تعد المرأة امرأةً إلا بأنوثتها المثقلة بأرتال المكياج والرموش الصناعية وغيرها !!
كان الشاعر الجاهلي لا يرى جمال المرأة إلا في سواد شعرها الطويل ، ويندر أن يلفت انتباه شاعر أو غيره في ذلك الوقت شيء آخر غير الشعر فلا أزياء نتالي ، ولا الدور الفرنسية ، ولا كيلوات الأصباغ ، ولا العباءات المخصّرة تعني لهم شيئاً !!
وحتى قبل وقتنا بقليل كانت المواصفات هي ذاتها التي كانت مرغوبة في العصور المتقدّمة مع بعض التغييرات كالتخلي عن الخلاخل ، وشق الأنف ، ومباعدة الأسنان !!
كان اللون الأسود هو اللون الجذّاب ، وتكمل جاذبية الشعر بطوله وانسيابه ، والمتتبع لأبيات الشعراء وحتى مأثوراتهم يعرف هذه الحقيقة الواضحة في عصر ما قبل النهضة في بلادنا !!
واليوم تخلّت المرأة عن شعرها الأسود واتخذت الألوان الجديدة التي تجعل الشعر أكثر قرباً للعصر الحاضر ، فظهرت محلات متخصصة بجمال المرأة وبشعرها !!
وزاد الأمر عن حده إلى أن وصل إلى درجة مخالفة السائر كالتي تصبغ شعرها باللون الأحمر الفاقع . وسيأتي اليوم الذي نجد فيه اللون الأخضر حاضراً مع أن استخدامه اليوم مقتصر على أشياء صغيرة !!
وأصبح الشعر الطويل من مخلفات العصور الماضية . فالمرأة العصرية هي التي تحتفظ بجمال شعرها القصير ، حتى إن الحال وصل إلى مشابهة الرجال ، وأصبحت قصة ( البوي ) منتشرة ومقبولة !!
يقول أحد الأصدقاء عندما هممت بالخطبة طلبت من أهلي أن يكون شعرها طويل ، وقد تحقق لهم ذلك ووجدوا من شعرها طويل عند الرؤية الأولى ، وفي ليلة الدخلة تفاجأت بان شعرها قصير !!
انتهى زمن الضفائر ( الجدايل ) وانتهى زمن اللون الأسود ، نحن نعيش اليوم في زمن الألوان المشعّة التي تبعث الحيوية والنشاط !!
همسة في أذن شاب مقبل على خطبة :
لا تتوهق وتطلب بنت شعرها طويل !!
تحياتي للجميع
التاج