رب ضارة نافعة" هكذا قيل في الأمثال وهكذا هو حال المدرس ناصر الوباري؟! فقد كان مدمناً على التدخين منذ 30عاماً، إلا انه وفي السنوات الأخيرة كانت تراوده فكرة الاقلاع عن هذه العادة السيئة! إلا ان رغبته الجامحة لترك التدخين كانت تصطدم بإغراءات أصدقائه "وجلهم مدخنون" فحين كان يحدثهم عن تلك الرغبة كانوا يقابلونها بالضحك مرة وبالطلب منه نسيان الفكرة مرات عدة!! لكن شاءت إرادة الله سبحانه ان يصاب ناصر بانفصال في شبكية عينه اليسرى وهو في قاعة الاختبار! وعن هذه اللحظات يقول الأستاذ ناصر: منذ ان ركبت القطار متجهاً لمدينة الرياض لاجراء العملية في عيني وحينها قلت في نفسي جاءت الفرصة التي كنت انتظرها منذ زمن وقررت حينها أنني وعقب الانتهاء من العملية فلن أعد للتدخين! وبالفعل فقد من الله علي بالإقلاع عن التدخين الذي ابتليت به قبل ثلاثين عاماً.
وعن الآثار النفسية والجسمانية التي يشعر به الآن بعد مرور ثلاثة أشهر من إقلاعه عن التدخين قال: من الناحية النفسية شعرت بأنني انتصرت على عادة لطالما سببت لي الحرج والضيق من الأشخاص الذين كنت أجلس بجوارهم سواء كان في المنزل أو في الأماكن العامة! أما من الناحية الصحية (الجسمانية) فهي كثيرة بحمد الله فقد زادت شهيتي للأكل كما أن طعم الأكل أصبح مختلفاً تماماً، وخفت كثيراً نوبة الكحة التي كانت تنتابني في السابق بشكل دائم خلال النوم، كما أصبحت اتنفس بشكل شبه طبيعي لأنني كنت في الماضي أصاب بالضيق في التنفس! وعن أثر ذلك على أسرته أجاب: زوجتي وأطفالي الذين كنت أؤذيهم معي كانوا غير مصدقين وتحولت فرحتهم إلى فرحتين الأولى عودة البصر لعيني والحمد لله والثانية شفائي ايضاً من تلك العادة السيئة والضارة. وفي رده حول المقولة التي يكررها المدخنون على الدوام وهي استحالة الإقلاع عن التدخين بحجة الأعراض الجانبية التي تصاحب ترك التدخين قال: هذا الكلام مردود عليه وهو ان الإنسان متى ما شعر حقاً بالأضرار المميتة للتدخين فإنه سيصل إلى قناعة بكل سهولة لتركه فأنا مثلاً لم أصب بأي أعراض، وأنا هنا أوجه جميع الاخوة المدخنين شباباً كانوا أم كبا
راً بأن يسرعوا في الاقلاع عنه وسيشعرون على الفور بنعمة الصحة والضرر الممحق الذي تلحقه السيجارة بالجسم فتحوله إلى كيان هزيل ضعيف أمام الأمراض.
جريدة الرياض
العرض العادي
