حوار طرشان

[المبصر]

سوق الحوار اليوم رائجه

والممارسون للحوار والنقاشات يزداد عددهم ويطالب

الاباء والمدرسون والدعاة والمربون بالحوار والنقاش مع الشباب

وقد كان العصاء في السابق انجع وانجح مع بعض الشباب والبنات من النقاش والحوار

لان في راسه حب ما طحن ولن يطحن الا بالعصاء ( الحر تكفيه الاشاره -- والعبد مسوق بالعصاء )


وقد كانت ثقافه المجتمع تلقينيه وتحولت اليوم الى اقناعيه

نقاشيه جدليه تحب فرض الرأي والاعتراض لتأكيد الذات

ولفت انتباه الجمهور والكلام في كل شي سواء كان

يحسنه او يجهله ( اهم شي يهذر ويهمق وينفخ ريشه )
واذا تكلم تنحنح وتحرك وحملق عينه كأنه افلاطون عصره وارسطو زمانه



ويقال ان الحوار لابد ان يكون ( موضوعيا )

الموضوعي ما حوى امران

احدهما ان يركز على الفكره لا على الشخص

الثاني ان ينطلق من ادلة وبراهين موضوعيه

بعيدا عن المشاعر ولا الاحاسيس والعادات والاذواق والتحيزات والانتماءات

وضد هذين الشرطين ( الشخصنه - الذتيه والذوقيه في الادله )

واليوم الناس كأنهم مشجعو انديه رياضيه يكثر الصخب والحوار

وربما قربو العجاري ومفاتيح العجل والخشب في الحوار

لانهم متعودين على ثقافه ( معاهم معاهم عليهم عليهم )


لكن هل يوجد حوار بين اثنين او جماعة وجماعة يسلم من الذاتيه والانحياز ؟؟

لا اعتقد ذالك لان الانحياز للاهل والاقارب والمنافع والمصالح الذاتيه

شي غالب على النفوس الا ما رحم الله

قال الامام مالك ( اقل شي في زماننا الانصاف ) وهو ان تعدل في

النظر والحكم على الاخرين او هو العدل في ادراك الاخرين والحكم عليهم

فكل واحد يريد ان ينتصر على الاخر ويهزمه ويسقطه على ام رأسه


شاهدت في احد الفضائيات حوار بين اثنين

كانت كلمه ( ياعزيزي ) ترفرف فوق سماء الحوار ويعلو بها الصوت

( يحسبون ان المثقف هو من يقول يا عزيزي )

وجدت ان الحوار بيهم ( بيزنطي ) و ( حوار طرشان )

والحوار البيزنطي هو الحوار في امور واضحه او امور مستحليه الوقوع

وحوار الطرشان هو حوار الكلام لا حوار الاستماع

بمعني انه يتكلم بدون ان يعطي للاخرين فرصه للكلام

واذا اعطاهم فرصه فهو لايفكر فيما يقولون وانما يخطط

كيف يرد عليهم ويجهز في ذهنه كلام لكي يرد به عليهم



فاصله

اذا لم تسمع الاخرين لم تفهمهم واذا لم تفهمهم

لن تستطيع ان تتحور معهم

[رنيم الامل]

يعطيك العافيه كلام سليم وفي الصميم
بس تكفى تعال فهم شيباننا ههههه

[عزف الحقيقة]

مرحبا بالفاضل المبصر

...

أعجبني قولك لايسمعهم بل يخطط ماذا سيقول !!

الاستماع فن من فنون الحوار لمن يبحث عن

الفائدة لذا أصحاب الصراخ ومن يبحثون في

حواراتهم عن الانتصار هم أخر من يفكر ويتمعن

بما يقال !

أعتقد أن أي حوار لايصاحبه استماع جيد

وجلب ادلة وبراهين واثباتات هو حوار طرشان

يجيدون الهمق فقط .

تحيتي لك