( اليوم الاول )
انطلق صوت في انحاء المطار .. مناديا الى موعد اقلاع الرحلة المتجهة الى القصيم ...
اغلق كتاب ( سيرة حياتي ) للدكتور عبد الرحمن بدوي ... وقام من مكانه واتجه نحو البوابة ... انهى الاجراءات .. وركب في باص ليقله الى الطائرة التي ركنت في اخر المطار .. وكان الشك تناول كل ماهو قصيمي حتى الطائرات التي تتوجه اليها ...
عندما ركب في الباص .. سلم على الموجودين .. وكان في يمين البوابة .. شابين مصريين .. تصرخ من هندامها التاثر الغربي في الشكليات .. فكان الاول محلقا راسه باخر تقليعه المسماة ( فيرساتشي ) .. والثاني قد تعب في التدقيق في سكسوكته .. ردا عليه السلام .. وتقدم الى النافذة .. وترامى الى مسامه حديثهما ..
كان احدهما يقول لصاحبه .. ( اول ما نوصل للإصيم .. لازم نربي اللحية .. ) واستمر في الاستهتار بالقصيم ... الذي كان باعثه ذلك الذي دخل مسلما عليهم وهو ملتح بيده كتاب ليس طويلا وليس سمينا كثيف الشعر اسوده ابيض البشره ..
ذهب الى الطائره وصعد اليها ولاقته مضيفة حسناء .. استغرب محدثا نفسه لماذا يجعلون هذه المضيفة الحسناء على هذه الطائرة .. وهي متجهة الى القصيم ..
سؤال دار في خاطره ... لا سبب له ..
ابتسم للمضيفة .. موحيا لها بانه يعلم اين مقعده .. اتجه الى مقعده .. والقى بنفسه عليه .. وكان صاحبيه المصريين قد جلسا الى جانبه ...
فتح كتابه ... واخذ يقرا تحليلات الدكتور عبد الرحمن بدوي لاحداث نكبة 67 .. بما في اسلوبه من شتائم لعبد الناصر وزبانيته على رايه ..
لم يفق الا والطائرة قد وصلت الى القصيم .. فاغلق كتابه ... وخرج .. فالقى نظرة الى مدينته ثم القى نظرة الى السماء .. ولسان حاله يقول .. اعني يا الله ..
استقبله السائق ... وركب في السيارة .. وانطلق الى بريدة .. مسقط راسه ..
دخل الى بيته واستقبله اهله بالبكاء والدموع المعتاد .. وساله ابوه عن دراسته واختباراته ...
وامضى عند اهله حتى صلاة العشاء ...
وبعد ذلك اتصل عليه احد اصدقائه .. وتواعد معه .. ولما اتى عند بابه .. رن جواله رنة واحدة معلنا انه عند الباب ..
فذهب اليه .. وكان مرتبكا .. من لقاءه .. اذ انه الاول الذي سيراه وهو ملتح في مجتمع يعتبر المظاهر اساسا في التعامل .. خرج اليه .. وصديقه ينظر اليه بنظرات ملؤها الاستهتار والسعادة والخجل والاحترام .. اذ ان محمد - وهذا اسم بطلنا .. - لم يستطع تمييز شعور فهد صديقه ... استقبله .. قائلا ..
( هلا والله بالشنفث ( وهذا لفظ استهتار بالمطوع ) ..)
فضحك محمد قائلا .. ( هلابك والله .. وش رايك عاد ما اصلح شيخ .. ؟؟ ) قالها محمد وهو يضع يده على لحيته ..
فقال فهد .. بشعور لا يعلم هل هو مجاملة ام حقيقة .. ( والله انه طابقة عليك .. )
ركبوا السيارة .. وكان محمد يعلم مسبقا ان فهد سيذهب ليلعب مباراة .. في الراشديات ..
فلم انطلقوا سال محمد فهد ..
( من ستباري ؟؟ )
فقال .. ( طارق وبندر ... والعيال حقين الالاستراحة )
فساله محمد .. ( وانت من سيلعب معك . . )
اجاب فهد .. ( احمد .. وابو تركي .. والباقين ما تعرفهم .. )
وامضى الطريق الى الملعب وهو يتصل على اصدقائه يؤكد عليهم مجيئهم الى المباراة ..
اذان من عاداتهم في مبارياتهم .. الا يكتفوا بكلمة واحدة . بل لا بد من التاكيد مرارا وتكرارا .. وقليلا جدا تبدا المباراة في وقتها .. والاقل ان يكون الفريق المتفق عليه كاملا اذ لا بد من نقص او تبديل ...
( يتبع اليوم الاول )