[justify]ربما لدى الكثير منا تجارب تبقى خالدة في ذكرياتنا ولا ننساها، بعضها لجمالها وبعضها الآخر لمرراتها وكثير منها لغرابتها.
قادتني الظروف في يوم من الايام ان اقضي قرابة الخمسين ساعة مع شخص لايتكلم، لم يكن هذا الشخص بالاطرش او الأخرس، انما هو عجوز ايطالي يفيض بطيبة القلب والادب، جاء من قرية في جنوب ايطاليا الى ابنه في ولاية على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.*
قضى فرانشيسكو (العجوز الايطالي) قرابة الاسبوع مع ابنه في تلك الولاية، التي كان من المفترض ان يحلق منها الى ابنته الكبرى في اقاصي الجنوب الغربي للولايات المتحدة، الا ان القدر أراد ان يرافقني فرانشيسكو برحلة بالسيارة الى مسكن ابنته.*
فرانشيسكو هو والد احد اعز أصدقائي، الذي علمني بعض العبارات الضرورية لمثل هذه الرحلة مع عجوز لايتكلم غير الايطالية.
رحلتي مع فرانشيسكو التي لم اتحدث معه ولم يتحدث معي طوال الخمسين ساعة الا بالإشارات والعبارات البسيطة التي لاتتعدى احتياجاته الخاصة، الا انني أجزم انني لم افقد التفاهم والاتصال الروحي معه، ولن أبالغ ان قلت لحظة واحدة طوال الخمسين ساعة.
الحقيقة انني اشعر بالمرارة، والحزن معاً اننا قد نقضي بعض ساعة مع اناس تربطنا معهم لغة ومجتمع واحد، الا اننا لا نستطيع ان نبقي الاتصال الروحي معهم لدقائق. اجزم ان الكثير منا بات يعيش غربة في مجتمعه.
لا ادري باي حال عدت ياعيد. *
دمتم بخير، *[/justify]