الألم هو إشارة وضعها الله عز وجل في أجسادنا لتعكس لنا خطأً ما حل بالجسد.
وهذا لطفٌ عظيم بنا.
فالألم أنواع ودرجات تختلف بإختلاف المكان المصاب والشِدة.
ماحصل معي كان غريباً ولكنه يبدوا منطقياً إلى حد بعيد.
قبل أيام معدودة كنت أجري، فالتوت قدمي بقوة حتى غُم علي من الألم الشديد وبشكل مريع هويت إلى الأرض .
حسب حديث الرواة بعد الحادثة، هو أنني بقيت هكذا لمدة دقيقتين أو أقل، وبسبب خوفهم فلم يقلبني أحدهم على ظهري .
ومع نهاية الدقيقة الأولى تقريباً ، بدأت أسمع أصواتاً من حولي ومع هذا لاأستطيع الحركة ، لثوان قليلة أحسست أنني لست على هذه الأرض !!
رفعت رأسي بعدها فبدأ النور يداعبهما ويتسلل ليشعرني بدفأ عجيب.
بعدها علت الأصوات بسبب رجوع حاسة السمع بكاملها وبدأت أرتفع عن الأرض على قدم واحدة
ورأيت وجوهاً سوداء خائفة فاابتسمت بعفوية لأخفف الوضع حتى شاهدت ملابسي التي تحولت للدم الأحمر فاختفت إبتسامتي!؟
بدأت أزيح التراب عن وجهي وثيابي وتفقدت الأضرار، فوجدت أن قدمي تؤلم بشكل أقل فجلست لأرتاح وأشرب قليلاً من الماء، فإذا بي أحس بجبيني ينزف على إستيحاء وكذلك يداي ... ذهبت إلى المرآة فوجدت أن الجروح سطحية وبسيطة واتجهت عمداً للمشفى.
هناك جلست على السرير الأبيض بمساعدة الأصدقاء، وأجريت الفحوصات الازمة وكانت النتائج جيدة والحمدللة وخرجت بسرعة.
- كل تلك القصة كانت مقدمة لموضوع "نعمه الألم"
لإن أصلها جاء من غرفة المشفى، فنقاء السرير الأبيض( إن كان نظيفاً!) يبعث على التأمل والتفكير، وصوت المعدات الطبية أخاذ ويسير بنمطٍ متماثلٍ جميل، فلم أكن أشعر به وأنا أعود المرضى وأطببهم ولكنني شعرت به في تلك اللحظة.
كثيراً مانشكو من الألم ونخشاه وتفاداه ونحاربة وهذا تصرف عفوي لاإرادي ولكن كونه نعمه فهذا شيء يجعله عظيماً ومرحباً به في مواطن كثيرة كتحذير أو درس أو عبرة وغيرة.
والدليل هو أنه هناك أمراض تقتل بصمت ولذلك تسمى خبيثة.
ولنقس على ذلك سلوكياتنا وإيماننا.
هل يشعر الإنسان بالألم حينما يخطأ بحق آخر؟
وهل يشعر بالألم حينما يشكي له أخاه؟
وهل يشعر بالألم بالألم حين يعصي ربه؟
دعوني أتكلم عن الأخيرة، وأقول:
أن الله عز وجل جعل فينا نظاماً يحذرنا في أجسادنا وينبهنا ليحمينا ، ألايستحق منا أن نقوي إيماننا لكي نتألم حينما نتجاوز عن مانهى عنه.
بعد ولادة تلك الفكرة في بالي قلت في نفسي لربما أن الأمر مرتبط مابين الألام الجسدية والألام الروحية.
وأترك النقاش لكم