
’
هناك..
حيث البساطة..الهدوء..النقاء..الخير الكثير..
ماض جميل وزمن بهيج تفوح منه روائح الطبيعة وتنتشر بين جنباته أصواتها
هذا صياح الديك...ماااااأروع صوته.. وصوت العصافير وصوت مياه الغدير
وهذه الخراف ترعى بكل جمال ومنظر خلاب يأسر الأفئدة..
كنا نجتمع على تلك السفرة البسيطة في محتوياتها الجميلة في منظرها
وتلك المزرعة حيث كنا نقضي أجمل الأوقات مع الأهل والأقارب والجيران
والمسجد يعج بالمصلين من ابناء القرية رجال وغلمان
والأطفال يلعبون في شوارع القرية بكل أمان بألعابهم واهتماماتهم البريئة
ياله من زمن جميل بالفعل بكل مافيه..
دائما أرى تلك الأماكن وأشم رائحتها وألمس كل مافيها وأعيشها (في مخيلتي)..
رغم اني ماعشتها في واقعي ولا حتى يوم واحد للأسف..
لكني أدرك الآن كم كان ذلك الزمن جميلا عندما أقارنه بزماننا هذا
ولكم اتمنى أننا مازلنا نعيش في تلك الحقبة ولم يأخذنا هذا التقدم وهذه التكنولوجيا
الغربية والتطورات التي إن كانت زادت القليلين إيمانا فقد كانت سببا لعصيان وكفر أكثر الناس..
فإن كانت الكهرباء قد أضاءت ليالينا....فقد سلبت منا فائدة النوم ليلا وبركة العمل نهارا ولم نسلم كذلك من شراراتها القاتلة
إن كانت السيارات والطائرات قد قصرت المسافات فقد كانت سببا رئيسيا لقتل الكثير من الأنفس بطرق مؤلمة ومفجعة للغاية
إن كان الهاتف قد جعلنا نتواصل مع البعيد في ثوان معدودة فإنه سيكون حجة علينا في سوء استعماله
إن كان التلفاز والمذياع قد آنسنا بالأخبار والبرامج فقد أخذ من وقتنا الثمين شيئا عظيما سنسأل عنه ونحاسب
وكان سببا رئيسيا لاكتساب بعض المفاسد والآداب السيئة..
وكذلك الحال مع كل جهاز الكتروني استعمله الكثيرون في طرق الشر ومضرة الآخرين بصور كثيرة..
لست محاربة للتكنولوجيا.. لكني محاربة لسوء استعمالها الذي لن ينتهي حتى تنتهي..
فما أبشع الصناعات التي اختلقها الانسان فجلبت له المصائب والأحزان والفساد..
وما أجمل الطبيعة بكل أشكالها وبكل صورها وناسها..ما أجملها وما أروعها
’