المشهد الأول
شاب في مقتبل العمر جمع المحاسن كلها ....
من جمال الخِلقة وحسن الخُلق ما أن تجلس له حتى ترتاح نفسك
له ولا تمل حديثه وروحه المرحة .. طاب ذكره في الحي .. أحبه الصغير
قبل الكبير
في ذات يوم .. قام مسرعا لكنه لم ينسى أن يطبع قبلة
على جبين والدته الطاعنة في السن ووعدها بصوت رقيق بأن يعود قبيل المغرب
بقيت الأم ترقب عودته ... لكن طال انتظارها ... فقد رحل في منتصف الطريق...
بحادث مؤلم ..
المشهد الثاني :
ثلاث أطفال صغار تحلقوا حول أمهم عيونهم تتحدث قبل أفواههم
دموعهم شارفت على السقوط وكل طفل أخذ بطرف من ثوبها
... يسألونها متى يعود أبي ....
والأم تواري دموعها عنهم .. سيعود ...
وهي تعلم يقيننا أنها لن تراه بعد اليوم ...
بعد أيام استلمت شهادة الوفاة وقد دون فيها ( الوفاة طبيعية .. نوبة قلبية مفاجئة ) رحل في منتصف الطريق وهو يمارس عمله وأسرته بحاجة له
المشهد الثالث :
خرجت من بيتها يراودها حلم أشبه بالحقيقة ..
أمنية انتظرتها طويلاً ... كم دعت ربها وهي ساجدة..
ربي لا تذرني فردأ وأنت أرحم الراحمين .. بعد أن تحقق حلمها
هاهي تستعد لاستقبال مولودها الأول ودعت أهلها ووعدتهم أن تعود
لهم وهي تحمل بين يديها طفلا جميلا ...
لكن ... فاضت روحها قبل أن تراه أو تسمع صوته
رحلت نتيجة خطأ طبي ..
المشهد الرابع
عروس في مقتبل العمر تعد العدة لم يبقى إلا يوم على زواجها..
جهزت كل شيء .. في لحظة صفاء وهي تتأمل فستانها الأبيض
تداعب الأحلام خيالها ...غداً سأكون الأميرة بهذا الرداء
لكن الموت كان أقرب وقد لفت بكفنها الأبيض في ذات اليوم
...
المشهد الخامس:
لعل قلوبكم ومشاعركم لم تعد تستوعب هذا المشهد
ولعل هناك من لم يكمل هذه المشاهد .....ولن يصل بكل الأحوال
له
مؤلم الرحيل في منتصف الطريق..
يا ترى كم هم الأشخاص الذين نعرفهم رحلوا في منتصف الطريق ..؟؟
في ريعان شبابهم وكنا نظن أنهم سيلغون من العمر عتيا
ياترى كم هي الأفراح التي انقلبت لأتراح وبكاء .؟؟
واتشحت بالسواد بعد أن كان يعلوها البياض
كم هي اللحظات التي فكرنا أننا بسنرحل فجأة وبدون مقدمات؟؟
وماذا أعددنا لهذا اليوم ؟؟
تعددت الأسباب والموت واحد.
وقفة :
الموت يأتي بغته والقبر صندوق العمل
التوقيع
من سوء الأدب أن تنسب جهد غيرك لنفسك ..
لا أحلل من يقتبس من موضوعاتي وردودي ثم ينسبها إلى نفسه .
العرض الشجري