بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي الأحبة
أحبائي وردني هذا الموضوع عن المحبة عبر البريد الأكتروني
فأحببت أطلاعكم عليه لتعم الفائدة نفعنا الله وإياكم بما نسمع ونقرأ
يقول أخي في الله
مع مطلع كل يوم ، وفي خاتمة كل نهار
ما أحرانا أن نقف مع أنفسنا وقفة
نسألها .. نحاسبها .. نوبخها ..
ثم نعزم على أن نصحح أوضاعنا إذا اكتشفنا أننا على غير الجادة
تعالوا نحاول هذه المحاولة :
تأمل وتفكر وتدبر ..
ثم كن صارماً في محاسبة نفسك :
لو عرفت الله حقا .. لأحببته ولابد ..
فإذا لم تترجم هذا الحب عملا تراه عيون الدنيا
فاعلم أنك واهم في حبك إياه ..!!
إنما حقيقة الحب :
طاعة وتسليم وانشغال بالمحبوب حتى الذروة
ويستحيل أن ينشغل القلب بمحبوبين في ذات اللحظة ..فافهم !
ومن ثم تأمل هذه الآية جيداً ..
( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ...)
وعلى ضوء ذلك : فليحاسب كل منا نفسه ..
إلى أي مدى استقرت محبة الله سبحانه في قلبه ؟!
هل جعلت له شغلا شاغلا في السعي لطلب تحصيل مرضاة الله سبحانه ؟
أخشى أن يكتشف كثيرون أنهم واهمون في محبتهم لله !!
واسمع ما قال محبٌ في محبوبٍ مخلوق يمرض ويموت .. !!!!!
جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي ** فأصبح لي عن كلِ شغلٍ بها شغلُ
!!!
فماذا عن محبة من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ..!!؟
ماذا عن محبة من هو مصدر كل خير ، ومنه كل نعمة ؟!
ماذا عن محبة من بيده مقاليد كل الأمور ؟
وهو مبدع كل فيوضات الجمال ..؟!
ماذا عن محبة من أنفاسنا بيده ،
وقلوبنا بين أصابعه يقلبها كيف يشاء _ كما ورد بهذا الحديث الشريف !؟
ماذا عن محبة من إذا أراد شيئا فإنما يقول له : كن .. فيكون ..!؟
؟!!
لقد تجاوز كثيرون منا كل النقاط الحمراء ..
وامتلأت كل زوايا قلوبهم حتى آخرها بمحبة مخلوق لعله لا يساوي عند الله قلامة ظفر
!!!
ومع هذا لا زال الله يلطف ويستر ويتجاوز ويحلم ..
فسبحانه ، سبحانه جل في علاه ..
نسأله أن يغمر قلوبنا بمحبته حتى تتوهج قلوبنا بالنور .
قد يسأل سائل :
ولماذا التركيز كله كان منصبا على ( المحبة ) دون غيرها ؟
الجواب في غاية الأهمية :
قال علماؤنا الربانيون : من حصّـل المحبة ، ما فاتته ولا حبة !
بمعنى من استقرت في قلبه ( حقيقة محبة الله )
فلن تفوته أية صورة من صور الخير البتة !
وستجده مشمرا في كل ميدان ، حريصا على كل خير
لأنه يعلم أن هذا يزيده قربا من ربه وحبيبه ..
بل قل : لأنه لا يتكلف ذلك ،
فطبيعة الحب الشديد تدفعه دفعا إلى كل تلك الميادين !
وانظر ما قال القائل تدرك ما نقول :
أنتم سروري وأنتم مشتكى ألمي ** وأنتمْ في ظلام الليل أقماري
فإن نطقتُ فلم أنطقْ بغيركمُ ** وإن صمتُ فأنتم عند إضماري