أشخاص بحثوا عن ما في جيوب غيرهم ، لأنهم على حد زعمهم لهم نصيب فيها .
فهم يشتركون مع أولئك الميسورين بالهم في كيفية تبديد الثروات بشكل سريع
ولأنهم متقنون للصبر ومحترفون للحِلم تجدهم يتحمّلون من أجل تحقيق انتصار
في تحصيل نزرٍ يسير من جيب ميسور .
تراهم يكثرون من عبارات الترحيب ويفتتحون يومهم بقصائد المدح الملائكي لبشرٍ مثلهم
فهم يوجدون لأنفسهم العذر في تسكين المتحرك وتحريك الساكن ليدخلوا النشوة
على جيب الميسور قبل قلبه .
تراهم يحفظون أسماء الكرام ويمجدون سيرهم ويستظرفون فعل أبي نواس وأبي دلامة
ويحيطون كلامهم ببهرجةٍ ثقافية عن مصير لوردات بريطانيا وإخوان أسبانيا .
فهم يحسون أنفسهم ظراف خفاف متى ما نزلوا وثقال المؤونة متى ما أعطوا
سلك بعضهم طرقاً سريعةً على قدميه لشكر عودة
وأقام بعضهم كرنفالاً على الشاطئ احتفاءً بوصول
ودبج الكثير عصائده على صفحات الصحف
وأحاط الصور على صدره وظهره
وكتب بعضهم مقالاتٍ يسرد فيها بطولاتٍ
لم يشاهدها غير قلمه ولعابه المتقطر على قصعة مال ذلك الميسور
وجاء بعضهم بمزاين نياقه ليقدمها عربون وفاء
وطيّر بعضهم صقوره المدربة لتصطاد هوى ممدوحه ليأمر بالميسور والمقسوم
يقول أحد كبار المتشيرهين : إنّ الشرهة ليست عيباً !
وهل جاءت الشرهة عند عتبة داره ؟
أم قدّم لها معاريض ومفاطيح ومواسين ؟
الشرهة لا تكون إلا بطلب
وقليل من الشرهات التي تهدى من غير سبب !
انعموا أيها المتشيرهون بشرهاتكم
ولكن لا تطلبوا منا قبولها عرفاً ومدحاً
العرض العادي
