روي أن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري كان في حبس الحجاج, وكان يعذبه, وكان كل من مات من الحبس رفع خبره الى الحجاج, فيأمر باخراجه وتسليمه الى أهله, فقال بلال للسجان:
خذ مني عشرة آلاف درهم وأخرج اسمي الى الحجاج في الموتى, فاذا أمرك بتسليمي الى أهلي هربت في الأرض, فلم يعرف الحجاج خبري, وان شئت أن تهرب معي فافعل وعليّ غناك أبدا.
فأخذ السجان المال ورفع اسمه في الموتى.
فقال الحجاج: مثل هذا لا يجوز أن يخرج الى أهله حتى أراه, هاته.
فعاد الى بلال فقال: اعهد.
قال: وما الخبر؟
قال: ان الحجاج قال كيت وكيت, فان لم أحضرك اليه ميتا قتلني, وعلم أني أردت الحيلة عليه, ولا بد أن أقتلك خنقا.
فبكى بلال وسأله أن لا يفعل, فلم يكن الى ذلك طريق. فأوصى وصلّى, فأخذه السجان وخنقه, وأخرجه الى الحجاج فلما رآه ميتا قال:
سلّمه الى أهله.
أشترى الموت لنفسه بعشرة الآف درهم