[align=justify]عندما تنتهي نشرة الأخبار في محطة العربية والتي يتليها نشرة لدرجات الحرارة على خريطة العالم، فعندما أشاهد درجات الحرارة وأقراء أسماء الدول وأستمع إلى الموسيقى المصاحبة لها ينتابني شعور لحظات أن هذا العالم يعيش بسلام . وما أن تنجلي تلك الخريطة وتتلاشي الموسيقى حتى يعود هذا العالم إلى الصراع والإقتتال .
قد أكون حالماً وغير واقعي، وقد أكون ممن لايقرؤن السطور لإنشغالي بالبحث عن مابين السطور، وقد أكون ممن يضيعون وقتهم بالبحث عن بحث لاينتهي . فكل المقاهي الدمشقية والقاهرية والبيروتية قد أنجبت فلاسفة بلا فلسفة ونقاد بلا نصوص، وثائرين بلا ثورة، قضوا حياتهم وقضوا نحبهم على أعقاب السجائر وفناجين القهوة وورق صحف الثورة والقومية والخدعة العربية .
لماذا كل هذا الغياب، ولماذا هذا البعد والإنتظار، لماذا (أمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمه) . خطفوا لبنان وخطفوا العراق وأسروا الجنوب السعيد وسيغتالون السودان بعد أن رقصوا على قبر الصومال .
وفروا شتائمكم الآن، لأنكم إن شتمتم تشتمون أنفسكم، فنحن لسنا أكثر من (ظاهرة صوتية) . ولكن إن وضعت الأثقال السياسية في كفة لما أصبحنا من المطففين الملعونين.
دمتم بخير،،[/align]