لا نفضل الجلوس الطويل معهم
لماذا؟
إذا كان هذا الشايب لا يتابع الدوري الإسباني
وإذا كان هذا الشايب فاتته متابعة السينما والسياحة
إذا كان لا يعرف العاب الكمبيوتر والفيديو
إذا كانوا غير محظوظين بمعرفة الحاسب الآلي والإنترنت فهل يكون جاهلا؟
لا... بل لديهم من التجارب ما لو طبع لما اتسعت له المجلدات
كــــــــانت نظرتنا تجاه الأجيال السابقة وكان حكمنا عليهم من خلال أشياء كلها غير أساسية أو غير ضرورية ويمكن لنا ان نعيش بدونها...
لماذا نبتعد عنهم ؟ ولماذا نسمح بإتساع الفجوة بيننا وبينهم؟
بعضنا لا يعرف حجم الخبرة التي يمتلكها كبار السن وان لديهم استعداد لنقلها لنا بشرط ان يوجد من يستمع اليهم ويحب مجالستهم
جلسة واحدة تجمعك مع هؤلاء تعتبر دورة تدريبية نظرية عن تجارب الحياة
احيانا يروون لنا سوالف وكأنها قصة وهي في الحقيقة عبارة عن مجموعة دروس
جلست مع احد كبار السن وكان كلامه يتركز حول الفرق بين القوة في السيارات الجديدة والقديمة
والحق يقال انه كان يتكلم مثل أحد خبراء السيارات.. بالرغم انه كان زائرا عند احد الزملاء وكان مجلسنا بالصدفة ولكن سأنقل لكم مادار بالضبط لكي نعرف أهمية هؤلاء..
فكان أكثر كلامة مغلف بطابع مرح ليبعد الملل عن مجالسيه وهذا ما اعترف به لنا قبل ان نفترق
لأنه كما يقول يعرف نفسيات الشباب ويعرف مدى الفرق بين التفكير عند الجيلين
كان الموضوع عن السيارات الجديدة وانها تشبه هذا الجيل كما ان القديمة ايضا تشبه القدماء, ضحكنا ... ولكنه سكت قليلا ثم أضاف: نعم السيارات الجديدة تشبه الجيل الجديد من ناحية اعتمادها على اناقة المظهر على حساب المتانة والمضمون, ومن ناحية السرعة على حساب القوة كما هو حال معظم هذا الجيل واهتمامهم بالمظاهر على حساب الأخلاق وتهذيب النفس...
وتكلم عن سياسة الشركات المصنعة للسيارات حيث قال ان هدفهم صناعة سيارات خفيفةغير قوية لكي يكون استهلاك قطع الغيار أكثر لكي تزيد ارباحها
واختتم كلامه بقوله انكم تنظرون لنا بعين الشفقة والرحمة وفي الحقيقة نحن الذين نراكم في حال يدعو للشفقة ....قلنا لماذا ؟
قال: لأنكم لبستم قمصان النوم بالمساجد والأماكن العامة بل وتسافرون بها..بينما نحن كنا نخجل عندما نضطر للخروج احيانا بالثوب بدون شماغ ..فهل رأيتم الفرق؟
العرض العادي
