المرجفون في مجتمعاتنا.
إن ما يمر به عالمنا الاسلامي منذ سنوات من هجوم على معتقداته وجغرافيته وأناسه شيء مذهل.. وماحدث أيضا بعد احداث جمادى الآخرة 1422هـ سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة الامريكية.. من اعتساف للقوانين الدولية وتدخل سافر في سيادة الدول ومقدراتها واعتقال مواطنيها لمجرد (الشبهة) من قبل المباحث والاستخبارات ليس فقط داخل الولايات المتحدة بل وخارجها (وطواعية) من قبل السفهاء في بعض الانظمة الذين يرغبون ركوب الموجة الامريكية.
وفي خضم هذا البركان الذي يلقي حممه على الأبرياء والمستضعفين من المسلمين نساء واطفالاً وشيوخاً لا فرق اي جنسية لهم ولا اي جغرافية يعيشون المهم انهم مسلمون ويرفضون الانسياق لرغبات الادارة الامريكية (من لم يكن معنا فهو ضدنا).
ما يحدث مذهل بمقياسنا نحن البشر معاصري هذا الزمن، ولكنه وفق مماثلة ما حدث (مثلاً) في ايام التتار والمغول لا يقل عن تلك الهمجية والاغتيال للوجود المسلم.
ووفق من يؤمن بالسنن الإلهية ويتمثل البعد المنهجي في حوار الرجل الصالح مع النبي موسى عليه السلام، يدرك انها مرحلة، لابد منها ليميز الله الخبيث من الطيب.. فمن ايجابيات هذا الهجوم وهذا الإذلال للمسلمين والتحكم في مصائرهم واختيار قادتهم والتدخل في مناهج حياتهم ووسائل تعليمهم، بل حتى مضمون دعاء أئمة المساجد.. ناهيك عن التشكيك في تماسك القوى الاجتماعية داخل كل منظومة في مجتمع مسلم.. وبينما هناك إعادة صياغة لمفهوم (الجهاد) والدفاع عن المقدسات بل وتحريم القيام بالجهاد تحت مسمى محاربة الإرهاب.. وكما يقول د. محمد موسى الشريف في جهاد الاستشهاديين
إنه ما كان يظن أنه يوماً سيدافع عن هؤلاء المجاهدين في سبيله...) وهم من الفئة التي قال الله تعالى عنها: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد}..
هؤلاء الابطال.. اليوم اصبحوا معرضين للوم والتأثيم والإنكار بدعوى ان صنيعهم يخالف الشرع..!
ولكن ما يقوم به مجرم الحرب الإرهابي شارون، يقع في معادلة (الدفاع عن النفس)!!
وعودة الى إيجابيات (مهانة المرحلة التي نعيشها) انها اسقطت ورقة التوت عن المنافقين في مجتمعاتنا العربية وحمدت الله كثيراً على ذلك، لان هذه من ايجابيات ابتلاء المؤمن، فمن كانوا يتسترون تحت شعارات الوطنية، انكشف أمرهم وظهرت حقيقة مباركتهم للعدو واذلالهم.. فهم المرجفون في مجتمعاتنا الاسلامية البائعون لبضاعة الادارة الامريكية وتسويقها في الذهنية العربية والتسلل من خلالها الى كل موقع اعلامي واقتصادي.. ومحاولة تفريغ الذات المسلمة من جوهرها وعقيدتها...
يسطرون مقالات مسمومة مغلفة بالعسل!! وتفرد لهم الصحف صفحات لبث هذه الافكار المسمومة.. التي تنطلي على بعض البسطاء وليس جميعهم...
يتحدثون في القنوات الفضائية ويعتسفون الحقائق، يدافعون عن الساقطين من الفنانين والفنانات ويهاجمون الدعاة.. يسفهون آراء المصلحين، ويلمّعون أفكار العدو والمضلين من الطابور الخامس في كل مجتمع..
يتسللون كالافاعي الى كل ثغرة ويستثمرون ما لديهم من مال ونفوذ في مزيد من الانبطاح للعدو..
سقوط الأقنعة لم يبدأ فقط من أحداث سبتمبر لما يحدث في عالمنا الاسلامي، بل حتى لما كانت تمثله امريكا من نموذج قيل عنه (ديمقراطي) - سابقاً - و(ديكتاتوري) حالياً.
حمداً لله على نعمائه وبلائه... ونصراً من عنده للمستضعفين والمجاهدين في سبيله في كل مكان.
اتكاءة الحرف
بعض من يقال إنهم يدافعون عن (حقوق النساء) في مجتمعي سواء من الرجال والنساء.. والحقوق هنا لا تعدو في عباراتهم ومقالاتهم سوى(قيادة السيارة، وعدم وجود رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في الاسواق)!! هؤلاء في تعاملهم مع النساء حولهم هم الأسوأ قولاً وعملاً..!!
فالمرأة لديهم هي الكائن الأنثوي الذي لا ينافسهم على منصب او الذي لا يختلف معهم في نهجهم الفكري.
بقلم:
د.نورة السعد
العرض العادي
