أحسنت وبارك الله فيك ...
والحديث واضح ( ليكونن أقوام من أمتي يستحلون .... المعازف ) رواه البخاري معلقا بصغية الجزم ووصله أبو داوود وصححه الألباني ...
والمستحلون للمعازف إما أصحاب هوى فهؤلاء لن يقتنعوا ولو جئتهم بمائة دليل ، وهم أيضا على العكس تجدهم يتشبثون بأدلة موضوعة أو ضعيفة في سبيل مسألتهم ، والله المستعان ،وكثرة الجدال مع صاحب الهوى لا يفيد فلو أتيت صاحب هوى بكأس ماء وكان هواه أن يقول أنه لبن لقال لك هذا لبن وإن كان يراه هو وغيره ماءً ، لكن الهوى يعمي ،
أتعرف يا أخي قصة عنز ولو طارت !! :
يقال أن رجلين ينظران لشيء من بعيد فقال أحدهما هو طير غراب أو غيره وقال الآخر عنز ، وبعد نقاش طار هذا الشيء ، فوضح جليا بعد ما طار أنه غراب بلا جدال ، فقال الآخر مصراً على رأيه عنز ولو طارت !! عنز ولو طارت فقد ثبت له جليا أنه طائر لكن المكابرة ، والهوى جعله يصر ويجادل فكذلك المستحلين في زماننا للمعازف تقول لهم الأدلة الصريحة الصحيحة ، فلا تراه إلا معرضا مكابرا ( في الغالب ) فهذا لن يقنعه شيء لأن الهوى يعمي عن الحق ولو جئته بألف ألف دليل وحجة ..!!!
وإما جهلة مع هوى وهو ما نراه من كثير من العوام ما أن يسمع قولا هنا وهناك يظن أنه معتبر !! ، وهو ليس كذلك فليس كل قول معتبر إلا ما له حظ من النظر ، أما الشواذ فلا كما في مسألة المعازف والمستحلين لحلق اللحية ، وغير ذلك .. والله المستعان ..
وبالمناسبة أخي أقول لو قلت عن الشيخ الحويني حفظه الله ( من أعلم أهل الأرض بالحديث ) لكان أسلم من قولك ( أعلم أهل الأرض ) فهناك علماء بالحديث أجلاء وجعلك أبو إسحاق أعلمهم فهذه تحتاج توقف ونظر ، نعم الألباني في زمانة أكاد أجزم أنه أعلم أهل الأرض فيما وقفنا عليهم ورأيناهم ، أما في زماننا بعد موت الإمام الألباني فلا نجزم بأحد ( هذه وجهة نظري ) والله أعلم ..