كلنا نعرف أن لنا عقل باطن وظاهر
العقل الظاهر هذا يؤثر فيه كل أحد حتى المطاوعة حينما تقوم قيامتهم ويرعدون ويزمجرون منذريننا بعقاب الله الذي لامرد له
مواعظ تنهمر على المجتمع من كل جانب صباح مساء ومع هذا لاتؤثر ؛؛ لماذا ؟
لأنها تؤثر بالعقل الظاهر فقط أما العقل الباطن فهو لايفهم من هذه المواعظ والنصائح شيئاً إذ هو مشغول بما توحي إليه المفاهيم الاجتماعية من قيم واعتبارات فالانسان يود من صميم قلبه أن يصبح مرموقاً في مجتمعه يشار إليه بالبنان ؛؛ حتى هذا الذي يتمنى المال لينفقه على الفقراء أو حتى الذي يملك المال وينفقه فعلاً فإنه في الغالب مدفوع برغبة العلو اجتماعياً أكثر من أي دافع آخر
قد يختلف الناس في طبائع كثيرة إنما يتفقون جميعاً على حب الرفعة والمكانة الاجتماعية والشهرة وهذا الحافز كامن في أعماق النفس لايستطيع الانسان أن يتخلص منه إلا قليلا والذي يقول لكم إنه لايريد إعلاء مكانته الاجتماعية فعلموا أنه كذاب يحاول أن يغشكم ويضحك على ضفائركن وذقونكم
الفرد في أي مجتمع حينما يرى قومه يحترمون المال ويقدرون أصحابه تجده قد اندفع نحو المال يجمعه فلا يبالي أن يسرق أو يغتصب مال أحدهم أو يحتكر أويرتشي لأنه يرى مايجلبه المال من نفوذ اجتماعي وجاه يرفعه في عيون الناس فهو يسعى نحو الغاية التي يقدرها الناس ويتقبل كل شيء في هذا السبيل
والمطاوعة اللي يخوفوننا ودائماً يصبون علينا سوط العذاب هم أنفسهم لاتدخل هذه المواعظ إلى أعماق نفوسهم إنهم فقط يعضون الناس حينما يكون لهم بهذا الوعظ حاجة اجتماعية كالشهرة ورفع المكانة الاجتماعية لنفسية أو مالية بحكم أن عقله الظاهر قد امتلأ بهذه المواعظ منذ طفولته فهو يحفظها ويلقيها على غيره ولكنه لا يتأثر بها مادامت معاكسة لقيم العرف الاجتماعي الذي نشأ فيه ولذلك نجد ما أشرت إليه في مداخلتي مع اختي ام الدنيا في حديثي السابق وهو ازداوج الشخصية وهو يختلف بعض الشيء عن النفاق فالمنافق مزدوج في قوله وفعله ولكنه يعرف أنه مزدوج أما مزدوج الشخصية فهو لايدري بازدواجه وهو لايريد أن يدري لأن له في الواقع وجهين واحد لأصحابه المطاوعة والمشايخ وواحد لبقية الناس ولو قلت له هذا أنكر وأرعد وزمجر
مساء سعيد عليكم
العرض الشجري