حينما تسرقني الوجوه ,,

[قيدوم]

حينما أذهب هنا وهناك أرى وجوه وملامح تذكرني بتفاصيل كثيرة من الحياة
سوى كانت تلك التفاصيل الماضية او تلك التفاصيل الحاضرة او تلك السائلة عن ذلك المستقبل البعيد ..

وجوه كثيرة تمر في حياتنا وتمر من خلالها تلك الملامح التي تخلق لنا بعداً أخر نعيشه ..
فالوجوه هي عالم آخر أكثر واقعيه من الواقع السطحي الذي نعيش في أمكنته .

الوجوه زوايا وأماكن وتجاعيد وملامح وتفاصيل كثيرة تخبرنا كم هو الواقع أعمق في وجوه هؤلاء وكم هو الواقع أكثر اتساعاً وصدقاً عن ما نراه .

هناك وجه يذكرني بحنيني إلى تلك التفاصيل الجميلة التي عشتها مع صديقاتي اللآتي دفنت وجوههن المتزاحمة ودفنهن الزمن ودفنتهن ملامحهن الجديدة ..
مع كل هذا فوجوههن لازالت في ذاكرتي تلك الوجوه الطفولية القديمة ..

وهنالك وجوه الكبار في السن والأطفال خاصّة
الوجوه الأكثر صدقًا ونقاءً ..
وهنا وجوه في الذاكرة الآن لاأريد غيابها أبداً أحتاجها دوماً أتنفسها ,,
ولكن لاأدري حينما يغيب عني ذلك الوجه الحاضر من تلك الوجوه وأشتاق إليه ولاأجده لاأملك إلا أن أقول له :
تغيب عني ..
وأسأل نفسي ترى ما الغياب؟
بعاد المكان.. وطول السفر!
فماذا أقول وقد صرت بعضي
أراك بقلبي.. جميع البشر
وألقاك.. كالنور مأوى الحيارى
وألحان عمر تجيء وترحل
وإن طال فينا خريف الحياة
فما زال فيك ربيع الزهر
فلا البعد يعني غياب الوجوه .. ولا الشوق يعرف قيد الزمان ..
.
.

بعض الوجوه تدعوك لقراءتها ..
.
.
"ربما تخبرنا الوجوه ما لم تستطع الأماكن أن تطلعنا عليه ..فالوجوه هي صفحات الحياة الواضحة .. والحياة دون تلك الوجوه مجرد مادة بدون ملامح.. الوجوه هي كل ما في الإنسان ..وكل ما في ذاكرته ,,





تحيتي ,,