قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت والإمام يخطب فقد لغوت} متفق عليه من حديث أبي هريرة-
قال رجل للإمام أحمد: أرى الرجل يتكلم والإمام يخطب ؟ قال: أشر إليه ، أومئ إليه). مسائل أبي داود.
قال ابن الجوزي في[المنتظم] : رأيت بخطه -أي ؛ بخط العلامة أبي الوفاء ابن عقيل- ( إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة وبصري عن مطالعة ؛ اعمل فكري في حال راحتي وأنا مستطرح ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره).
(قد يكون الواعظ صادقا قاصدا للنصيحة،إلا أن منهم من تتربى الرئاسة في قلبه مع الزمان فيحب أن يعظم.
وعلامته أنه إذا ظهر واعظ ينوب عنه أو يعينه على الخلق أكبر ذلك،
ولو صح قصده لم يكره من يعينه على خلائق الخلائق) تلبيس أبليس .
يقول ابن الجوزي: قرأت سورة يوسف عليه السلام، فتعجبت من مدحه على صبره وشرح قصته للناس ورفع قدره،
فتأملت خبيئة الأمر فإذا هي مخالفته للهوى المكروه، فقلت: وا عجبا لو وافق هواه من كان يكون؟
ولما خالفه لقد صار أمرا عظيما تضرب الأمثال بصبره، ويفتخر على الخلق باجتهاده،
وكل ذلك قد كان بصبر ساعة فيا له عزا وفخرا، أن تملك نفسك ساعة الصبر عن المحبوب وهو قريب.
قال تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم} [يونس:57]
قال الحسن بن عبد العزيز: من لم يردعه القرآن والموت ثم تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع. [تهذيب الكمال].
(المرض في القرآن- مرض القلوب- نوعان:
مرض شبهات وشكوك ، ومرض شهوات وفسوق.
والطريق إلى تمييز هذا من هذا مع ورودها في القرآن يدرك من السياق؛ فإن كان هذا السياق في ذم المنافقين والمخالفين في شيء من أمور الدين،
كان هذا مرض الشكوك والشبهات. وإن كان السياق في ذكر المعاصي والميل إليها كان مرض الشهوات). [القواعد الحسان] للسعدي
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: لا ينبغي أن نيأس...كل أهل الباطل يتعاونون ولا ييأسون،
بل يدعون إلى الباطل بكل وسيلة؛ في الإذاعة والتلفاز والصحف والمؤلفات.وهذا باطل يدعو إلى النار !
فالذين يدعون إلى الجنة ينبغي أن يكونوا أحرص وأشجع وأصرح)
قال تعالى {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}[الزخرف:67] قال الحسن البصري: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين؛ فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه، فإذا رأى الكفار ذلك قالوا: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم}[الشعراء:100-101].
قال الإمام القرطبي في قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله}[فاطر:32]
قدم الظالم لكثرته, ثم المقتصد وهو أقل ممن قبله, ثم السابقين وهم أقل, فإن قلت:لم قدم الظالم ثم المقتصد ثم السابق؟
قلت: للإيذان بكثرة الفاسقين وغلبتهم, وأن المقتصدين قليل بالإضافة إليهم, والسابقون أقل من القليل.
روى ابن عبدالبرعن سحنون: (أجرأ الناس على الفتيا أقلهم علما؛يكون عندالرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه)!
وقال ابن تيمية(من لم يعرف إلاقول عالم واحد وحجته دون قول العالم الآخر وحجته فإنه من العوام)
وفي عمدةالمفتي: (لاينبغي لأحد أن يفتي إلا أن يعرف أقاويل العلماءويعلم من أين قالوا)
قال الحسن:شر الأهل أهل الميت؛يبكون عليه ولا يقضون دينه.
عن ابن السماك: (ما بكوا لحسرة الموت،وإنما بكوا لحسرة الفوت؛خرجوا من دار لم يتزودوا منها،وردوا إلى دار لا زاد لهم فيها)
جاء في ترجمة محمد بن أفلح : (سمعت من أثق به يقول:إنه لو اشتغل بقدر فهمه في العلم لكان وصل فيه إلى مالم يصل إليه غيره إلا أنه كان يميل إلى اللهو والبطالات ويعجبه التماشي والاجتماعات)
قال ابن الجوزي عند قوله تعالى {من يعمل سوءا يجز به} [النساء:123]
ربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله فظن أن لا عقوبة، وغفلته عما عوقب به عقوبة!،
وربما كان العقاب العاجل معنويا، كما روي أن بعض أحبار بني إسرائيل قال: يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني؟
فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري! أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟
قال شيخ الإسلام ( ومن نظر إلى الخيل والبهائم والأشجار على وجه استحسان الدنيا والرئاسة والمال فهو مذموم
لقوله تعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه} [طه:131]،
وأما إن كان على وجه لا ينقص الدين، وإنما فيه راحة النفس فقط كالنظر إلى الأزهار فهذا من الباطل الذي قد يستعان به على الحق ).
قال الشيخ ابن عثيمين (إذا قال أحد قولا ولم ينكره من عنده، فإنه يعزى للجميع؛ لأنه دليل رضاهم به،
وهذه قاعدة فيما ذكر الله تعالى عن بني إسرائيل الذين كانوا في العهد النبوي، حيث وبخهم الله على أفعال أسلافهم،
كما في قوله تعالى: {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة}[البقرة:55]
وغيرها من الآيات، ومعلوم أن اليهود في عصر النبوة ليسوا هم الذين قالوا ذلك. )