مدخل :
يقول عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ( إن من إجلال الله اكرام ذي الشيبةِ المسلم )
,
بالأمس سقطت على كتِفِي شيبة من مقدمة رأسي !
وكأن شيئاً ثميناً بين يدي , غبت عن وعيي قليلاً , لِأقف مع ذاتي وأعاتبَ دنياي , لأجد عيناي كبُرَتا وشعرةُ من رأسي قد ابيضت !
أيا دنياي رفقاً بحال جسم نحيل , أعياه ذكر الرحيل , جرت به السنون , ولم تجِدُ مُطْمئنّاً بعدُ .
ولا أجد أيامي إلا كـ فتاتِ خبزٍ مُلقى على قارعةِ طريق مؤدية إلى قصرٍ منيف لاينظر ساكنيه إلى ماحوله !
,
أتُتْعبُكم ذكريات , طفولتكم ؟
منظرُ الأبلى وهي تهوي على خدكم الصغير بالصفع مثلاً !
أو منظر جاركم المتعنت , ونظراته الغريبة !
ربما , عمتكم العصبية التي في كل مره تحرجكم في المجلس بحجةِ تعلم الأدب أشد وقعاً !
..
أو ليلةٍ شاتيةٍ فقدتم فيها حبيباً ( أياً كان ) .
أتتعبكم تفاصيلكم الصغيرة وتعتبرونها أزمات صغيرات , مهدت لكم ملمات الحياة ؟!
لماذا لم نتعلم التعامل مع هدايا القدر !
أليس من حقوقنا أن نقتنص هدايا القدر , وخبايا المصائب وما بها من عبر !
إيهٍ يامعلمتي ليتكِ علمتني كيف أحيا ثابتة القدم !
,
حسناً , مالذي يمكنه أن يتعبكم الآن !
أن لا تُكرمَ شيباتكم المسلمة ؟
وهل لدنيانا تقاليد تكرم , بها قاطنيها !
مخرج :
محال ...