مالسبيل وقد أحببتُ رجلًا متزوجًا ؟!

[سَـاكنة القـلب]

ذهبت منذ فترة إلى اجتماع الجيران الدوري ، رغم أن أصغرهم سنًا تكبرني بـ 25سنة على الأقل ،
ولكني فضلت الذهاب على الفراغ القاتل !
كانت هناك جارة جديدة ، اكتشفت فيما بعد أنها الساكنة الجديدة للدور العلوي بالمنزل المجاور لنا .

تصرفاتها تختلف بشكل واضح عن الباقيات ، فهي الوحيدة التي أحضرت أطفالها ،
وتتصرف ببساطة مطلقة وكأنها في منزلها ، فتارة تصرخ على أطفالها بصوت عالٍ ، ومرة تخرج إلى المجلس الجانبي وإلى المطبخ ..
وغير ذلك من التصرفات التي تنبئ عن إنسانة غاية في البساطة وتعيش الحياة دون تكلف .

وجدت نفسي- مع الأيام- أنسجم معها وحديثها يشدني وهي تتكلم عن الصغيرة قبل الكبيرة في حياتها العامة والخاصة !
وجل حديثها عن ( عبدالفتاح ) زوجها !


كنت أحاول تكذيبها !
ولكن بساطتها الواضحة لا مجال للتشكيك فيها !
إلى أن قطعت الشك باليقين ورأيت بعيني ما قالته !

كان ملاكًا طاهرًا يمشي على الأرض !
بساطة وأناقة في اللبس ، وجه مبتسم وضحك منعش صباحًا ، ظهرًا ومساء !
يحمل أولاده ، يلاعبهم ، يضربونه فيقهقه ، تصرخ زوجته عليه في الشارع فيأتي ملبيًا !

تحدثني عن برنامجهم في البيت ..

عليها الغداء ، وعليه غسل الأطباق
عليها غسل الملابس وكيها ، وعليه إعداد العشاء
عليها كنس البيت وترتيبه ، وعليه المذاكرة للأولاد

ومضت تحدثني عن بداية الزواج وعن نفاسها وعن إجازاتهم ..
وماذا يفعل عبدالفتاح في كل ذلك ، وفي كل مناسبة تمر بها !

ومازالت تحدثني ومازلت أرى بعيني !
ليخفق قلبي بعنف تجاه رجل يستحق الاحترام ..
حتى إنني أغضب عندما يختاره المرض من بين الوحوش البشرية العديدة التي ثقلت بها الدنيا !
نعم تفكير طفولي ، ولكنه يراودني بصدق !

وكيف لا أغضب ؟!
وعبدالفتاح ، هو من أقنعني بوجود الحياة ( الزوجية)
بوجود ( الشراكة )
بوجود ( السكن والمودة )

التفت لأمي الحبيبة وضاق صدري ، رغم أن أغلب من حولنا يحسدونها على معيشتها !
هي من تعد الفطور والغداء والعشاء ، وهي من تتولى أمور البيت وغسله وكنسه وأثاثه ،
وهي من توقظ أخواني وتتكسر يديها في ذلك وهي من تذاكر لهم وهي المصلح الاجتماعي وقتًا وهمًا لأخواتي المتزوجات وهي كل شيء !
والله لن أنتهي وأنا أتحدث عن مسؤوليات أمي !

بالمقابل لاشيء على والدي !
نعم هو أبي وأفديه بالروح والمال وأعشقه حد الثماله ولكنه الحق !

ورغم كل مسؤوليات أمي -والتي تفوقها ألمًا الحمل والولادة والتربية – لا يحق لها أن تتحكم بالبيت !

فالوالد هو من يرفع الصوت إذا عصب
وهو من يغضب لتأخر الغداء
وهو من يتضايق لإزعاج الأولاد
وهو من يحق له اتخاذ القرار
وهو السيد الآمر المطاع
وحقوق عديدة لا أول لها ولا آخر !

ومثلما قلتُ سابقًا ، بيتنا يعتبر بيتًا مثاليًا لا يوازيه بيت !
لماذا ؟!
لأن نصف البيوت تقوم على السب والشتم والضرب وعدم النفقة والتضييق فيها من قبل (ولي الأمر) !

كتبت إحدى (السعوديات) في منتدى عربي له شهرة واسعة موضوعًا غبيًا مخزيًا أحرجنا أمام المجتمعات الثانية !
( كم مرة ضربك زوجك ) ؟!
ولما جاءت الردود باستهجان الموضوع ، وأن ذلك لايفعله أحد بحيوانه فكيف بزوجته وشريكة حياته !
كان ردها .. ياااي لهالدرجة مدلعينكم رجالكم !!

مسكينة الزوجة السعودية !
مسكينة إلى حدود القمر !

سؤال .. هل سأجد نسخة ( سعودية ) من عبدالفتاح ( المصري ) ؟؟
إذا وجد ذلك ؛ فعلي أن أبدأ بجمع المهر اللازم لأدفعه ليتزوجني !