[align=justify]الرجل العربي يفخر برجولته ولا يزايد عليها .
العربي لا يقبل من احد ان ينتقص رجولته مهما كان المنتقص محقا فالرجولة في قلب العربي هي منطقة محرمة لا يقبل المساس بها، وفي الحقيقة أن هذا المفهوم قد ينطبق على كل الرجال بشكل عام ولكن بدرجات متفاوته، إلا أن للعرب خصوصية دوناً عن غيرهم، خصوصا إذا عرفنا أن حتى العربيات لايقبل بإنتقاص رجولة أبائهن أو أزواجهن وحتى أبنائهن . والملفت أيضاً أننا حين نعرف أيضا أن أطراء العربي بوصفه (بالرجل) ليس كوصفه بالكريم أو الحليم أوحتى الحكيم .
حتى السياسين العرب للرجولة حضور في سياساتهم وخطاباتهم، فكلنا يتذكر الرئيس بشار الأسد حين أن أراد أن يعبر عن غضبه على بعض القادة العرب وصفهم بـ أنصاف الرجال وكلنا يتذكر أيضاً ماكانت ردة الفعل . فالرئيس الأسد لم يصف بوش أو برنارد كوشنير أو حتى أولمرت بأنصاف الرجال، لأنه يعرف أن مثل هذا الوصف سيكون مدعاة للضحك .
العرب في أسيا أو شمال أفريقيا حين يريدون الإقدام على شيء، يصوتون بالرجال، الزلم، اللزلام أو حتى الزكرت والعربي حين يغضب من ابنه او اخيه أو جارة أو حتى صديقة غالباً مايصفه بوصف يمس رجولته لوقها المؤذي والفعال في القلوب .
إلا أنني وحتى الآن لم أعرف المقياس الحقيقي للرجولة عند العرب . لأننا حين نذهب إلى شخص بدائرة عمل ما بشيء غير نظامي ثم يتحايل على الأنظمة لصالحنا نصفه بالرجل، وإن كنا الطرف المتضرر من هكذا إجراء لوصفنا رجولته بأبشع الألقاب . حين تساهم بطرد شخص من دائرة عمل ما أو من حي من الأحياء لأنه غير مرغوب به لأسباب عرقية أو مناطقية ستوصف بالرجل وإن رفضت ستوصف بأبشع الألقاب، ولو كان المتضرر أخيك أو أبن عمك لما ادخرت كلمة شتيمة ضد الذين تسببوا له بالأذى .
إلا أنني خلصت إلى شيئ قد يكون مقارب للحقيقة، وهو أن البعض لايصفك بالرجل إلا حين تكون بصفه بغض النظر عن الخطاء والصواب . نال الكثير من رجولتي، ولكن هذا لايقلقني فأنا حسب قول بعضهم (مؤمرك) وقول البعض الآخر (مبرطن) وحزب آخر أطلق علي (المُغرٌب) . فلم أعد أهتم إن وصفوا رجولتي بأبشع الأوصاف .
أتمنى لكم عاماً جديداً عطوفاً ورحيماً بكم . دمتم بخير، [/align]