يفترض البعض صراعا بين الرجل و المرأة و بعد أن يفترضه في مخيلته يحاول أن يجعل منه واقعا لا مفر منه بتحميل الأحداث و المناسبات و الأفكار ما لا تحتمل , و يجعل من كل طرف عدوا للآخر و منافسا غير شريف له في حين أن الفطرة السليمة و الواقع الملموس يقرر أن كلا الطرفين جناحين لطائر فلا اكتمال للآخر بغير صاحبه و لا حياة سليمة بدونهما متاعونين , و لكني في حيرة في امر من يريدها صراعا نفوذ و سيطرة مواقع و كأن نجاح أحدهما رهن بفشل الآخر , و لست هنا أعني الرجال فحسب بل أعني الطرفين على حد سواء فكم من النساء تعتبر نفسها في معركة مع الرجل قد لبست لها لأمتها و دقت لها طبول الحرب , و كم من الرجال ليس له من هدف إلا إزاحة المرأة عن قضايا المجتمع و تطوره ليضعها فقط نافخة كير القدر . بل إني أتساءل ما الهدف و ما العائد على المجتمعات من مثل هكذا صراع , ذلك أن ميزان المجتمع لامحالة مختل إذا تحقق مثل هذا الصراع إذ لا بد للصراع من ضحايا و في النهاية مجتمع خاسر و لا منتصر من إي من الطرفين و المنتج النهائي أجيال تنقسم إلى ذكورية أو أنثوية لتصنع من المجتمع مجتمع نوع لا مجتمع تنوع , و ليس أدل على ذلك من محاولة تبادل الأدوار إذا يحاول كل طرف نزع صلاحيات و دور الطرف الآخر ظنا منه أنه يحرز الأفضلية بذلك , و ما علم أنه ما أخذ مكان صاحبة إلا و قد خسر دوره و مكانه الطبيعي .