من الجميل أننا نسكن في حي يعتبر من الأحياة القديمة نوعاً ما
حيث سكانه مازالوا متمسكين بالعادات والتقاليد القديمة المعروفة والمتداولة بين الجيران ..
فهم يعيشون كأسرة واحدة تفصل بينهم جدران البيوت فقط ..
فمن الأمور التي لازال أهل حيّنا متمسكين بها هي الأخذ والعطاء فيهما بينهم .
فعندما يحتاج أحد إلي شي ينقصه لا يتوانى في طلبه من جيرانه
وكذلك إهداء الجيران مما يتوفر لديهم , ليس من باب الصدقة وإنما من باب التأكيد على المودة والمحبة بينهم ...
لدى جيراننا فتاة تدعى نسرين طالبة في الثانوية
وبما أنه لا يوجد لدى جيراننا من الأبناء من يوصل الطلبات
تتكفل هي بنفسها وأخيها الصغير والذي لم يتجاوز العامين بالخروج والذهاب لقضاء ما يريده أهلها من الجيران ...
فكثيرة هي الصدف التي تجمعني بنسرين عندما تأتي إلينا
والكثير من المواقف المحرجة والمضحكة أيضاً تحدث لنا ..
فأذكر مرة أتت إلينا تحمل ( حلى ) في طبق زجاجي
وعندما فتحت لها الباب لا أعرف كيف تعثرت فسقط الطبق من بين يديها
لينكسر ويتناثر الحلى على الأرض <<< فرحة ماتمت ..
ومرة حضرت هي وأخيها الصغير الذي رفض الخروج من منزلنا
فبدأ صراخه يعلو يريد اللعب في دراجة رآها في ( حوشنا )
فلم أعرف حينها ماذا أقول هل أخرجه أم أقول لها دعيه يلعب ,,
وأذكر مرة أغلقت الباب على عباءتها <<< غشيم ,,,
ومع كثرة ألتقائي بنسرين شعرت بشعور يجذبني تجاها
فقررت بمساعدة ( الشيطان ) أن أتجرأ لأبين قبولي لها في المرة المقبلة ,,
جاء ذلك اليوم والذي لم يكن يتواجد غيري في المنزل
وعندما أردت الخروج سمعت الجرس يرن فتحت الباب فإذا هي نسرين ..!!
بدأت بالسلام ورديت السلام عليها كالعادة
ناولتني ماكانت تحمله ولم أعرف حينها كيف تجرأت ومسكت كفها
(مسكة كف لشخص طامع يريد أن يعلن لها عن رغبته الشديدة بها )
لم تبدي أي ردة فعل غير نظرة من عيونها لم أستطع تفسيرها
ذهبت هي وعدت أنا إلي داخل المنزل وأنا منصدم مما فعلته
فعزيت نفسي بإنها هي من تريد ذلك فتلميحاتها بكثرة حضورها إلينا وسلامها علي كافية ..
كنت أفكر كيف سيكون الحال في المرات المقبلة بعد أن مسكت يدها ..؟؟
ولم يدم التفكير طويلاً حتى قطعه صوت الهاتف يرنّ ..
أجبت .. فإذا هي نسرين ..!!!
كان يخيل لي بإن تلك الحركة قد جلبت ماكنت أنتظره
قالت : أنت أحمد .. أجبتها: بنعم أنا أحمد
قالت : هل ترضى أن أحداً يُمسك يد أختك ؟؟ كيف تمسك يدي أنت ؟؟
وكيف تتجرأ وتعتدي على أبنة جارك .. بدلاً من أن تكون أخاً لي
تكون أنت الخائن الغادر ..
لزمت الصمت لم أعرف بما أرد عليها
أكملت حديثها قائلة : لا أريد أن أخبر أحداً بالأمر لأنه لن يفيد شيئاً
وأردت أن أتصل أنا عليك لأقول لك لا تشوه صورتك أمام الآخرين
فنحن لم نسمع عنك إلا كل خير ..
قاطعتها قائلاً : لكنك أنت سبب ذلك
قالت : حتى لو فرضنا أني قد عرضت نفسي عليك .. يجب أن لا تستغل وتنتهز أخطاء الآخرين ..
وتشاركهم بالخطأ فأنا أبنة جارك ولا أراك سوى أخ لي ,,,
ومن العيب أن آتي أنا أصغر منك أخبرك بهذا
قلت : جميل حديثك ولكن يجب أن تغيري من تصرفاتك قليلاً ..
فكثرة حضورك لمنزلنا وسلامك عليّ في كل مرة ولبسك أيضاً جعلني أرتكب هذا الخطأ
قالت : لأني أعتبرك أخي الكبير .. وسآتي كثيراً إليكم ويجب أن تفهم أني مثل أختك ,,
أنهيت المكالمة وبعدها ( حرّمت ) على نفسي فتح الباب مرة أخرى ,,,
دائماً نخطيء في فهم وتفسير تصرفات الآخرين وكثيراً ما يُزين لنا الشيطان
الأعمال ويحجب أعيننا عن الحقيقة ويتركنا نرى الوهم فقط ..
فنتسرع في الحكم على الآخرين ونظلمهم بمجرد إعتقاد خاطئ منا ,,
حتى هنا في المنتدى قد يُعجب العضو في مواضيع عضوه ما فيشارك في مواضيعها
ويثني على حروفها أو قد يرسل لها رسالة خاصة حول أمر ما ..
فتظن تلك العضوه أن هذا العضو يتودد إليها ويريد التقرب منها
والعكس أيضاً عندما تعجب عضوه في مواضيع عضو ما أحياناً
يعتقد العضو بإنها ( تلمح ) له وتريد التعرف عليه ,,,
أخيراً :
دمتم متفهمين ,,,