
( في بريدة تم دفنها بمقبرة الموطأ .... وابنها يصرخ مستحيل أقلط على مفاطيح بمناسبة وفاتها !!!!! )0
"يتألمون وينتقدون ولكنهم صامتون ... حتى لايتحدث أحد بأمرهم لأنهم عاجزون عن اتخاذ القرار الصعب"
بريدة – أبو حكيم
ربما أن العاقل يتأرجح بين العادة الاجتماعية والحكم الشرعي وينجذب مكروهاً حول الأولى عندما ينقاد بدون إرادة لما يريده الناس والأعراف الاجتماعية !!! وقد لايخفى على الكثير منكم ماسأتحدث عنه بل أنه تم طرقه في كثير من المجالس ...
كان يبكي بكاءً شديداً على فراق حبيبته " أمه " حتى كاد لايصدّق أنه ذهبت إلى ربها وبعد أن تم دفنها بدأت مراسم العزاء وحضر المعزون في واجب شرعي واجتماعي لمواساة الأسرة ... البعض يتّبع السنّة في العزاء ويقدمون الواجب الشرعي ويخرجون مباشرة دون مضايقة أصحاب المنزل والآخرون يبقون في مشهد لاتكاد تفرّق بينه وبين أي مناسبة أخرى ( هات القهوة ياولد – صب القهوة لعمّك – أحضر التمر – انتهت القهوة وهات القهوة الجديدة ,وسوالف في السياسة والاقتصاد ,,, " الرجال يتواردون على المنزل والنساء تقوم بإصلاح القهوة والشاي وربما أشياء أخرى ,,,, !!!
وحينما خرج المصلون من صلاة العشاء كان المعزون وأهل البيت على موعد مع مائدة عظيمة
( 8 ) بوادي من الأرز أحضرها العم عبدا لعزيز تتسع لعشرة أشخاص وعليها نصف ذبيحة " مفطّح " وكأن المناسبة مناسبة فرح !!!!! صرخ أبنها الشاب عندما شاهد أصحاب البطون يقبلون بشراهة على العشاء حتى أن منهم من بقي في المنزل ينتظر ساعة العشاء مقبلاً معهم نحو المائدة اللذيذة !!!! صرخ الابن ليقول لمن شدّه مع يده ليأكل مع الحاضرين ( أنا مستحيل أقلط على مفطّح وأنا مازلت أعيش صدمة وفاة والدتي) حتى أنه همس لمن يرى فيه أنه من رجال الخير والصلاح ليقول له هل هذا ماأمر الله به ورسوله !!! أم أن العادات والتقاليد غلبت وصار الناس يقولون مالا يفعلون !!! وقال يابنيّ إن السنة هي طعام يتم عمله مختصراً لأهل المنزل فقط ( لأهل المتوفى ) وليس للمعزين والحاضرين ...
أليس منكم رجل رشيد .....ليقوم بالتغيير ونعود إلى سنّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم ؟
أعجب كثيراً من بعض منابر الجوامع عندما تصمت عن علاج مثل ذلك .... بل وتتحدث عن مواضيع مكررة ولاتلامس حاجة الناس ,,,
إننا نخضع أحياناً لكثير من العادات الخاطئة ولا نتجرأ على تغييرها البتة
دمتم بخير