تَأّلمتُ كثيراً حينما أتاني صوته خافتاً حزيناً من سمّاعة نقّالي ..,
استغربت !
فلم اعهد منه سوى الروح المرحة والضحكّة النقيّة ,
سألته من اي شيء يشكو ؟
و اي بُئسٍ ذاك الذي يكسو ملامح نبرتة ؟
فقال لي متحشرجاً :
انّي أشكو غدر الزمان ,
وصعوبة الحياة ,
اشكو انعدام الوفاء , والعطاء , والتضحية !
أشكو من قلة اليد .. وضنك العيش !
قلت له : ماالذي اصابك ؟
وانت تعيش حياة لا بأس بها .. ولديك مُرتب معقول يكفيك .. ويكفي قوت اهل دارك .. بل اكثر ؟
قال نعم يكفيني . . ولكن لا يكفي اهل داري ,
فزوجتي طلبت الإنفصال لأني لا استطيع ان احلّق بها في سماء باريس ,
ولا ضواحي نيوزيلندة
ولا حتى شلاّلاّت نياجرا !
لأني لا أقدر على اغراقها بالألماسات ..
قلت كفاك ياعزيزي , كفاك ايها القلب الأبيض .. لا اريد ان اسمع سُخفاً اكثر ,
انتهى حواري ..
______
خـَسئت من ترهن سعادتها واستقرار حياتها بسفريات , وألماسات .. وبضع ريالات !
اي عقول تلك التي تفكّر بسعادتها على حساب تعاسة غيرها ؟
كلنا نُحب السفر ,
كلنا نحب ان نغرق في وسط من ملايين الريالات ..
لكن كل هذه الأشياء لا تساوي نقطة في بحر طيبة قلب .. وحياة مُستقرة .. وشريك خلوق !
انتِ وأنا وتلك
ياليتنا نقنع .. ونصحو من غفلة احلامنا ونتوقف عن رفع اعناقنا الى السماء ,
حتى لا يأتي يوماً تنكسر فيه وتتحطّم الأعناق !