بسم الله الرحمن الرحيم
كتباها : أبو عبدالرحمن
النبوة
مع اقتراب سنه الشريف من الأربعين كان صلى الله عليه وسلم يُكثر من الوحدة والخلوة في غار حراء في جبل يقع قريباً من مكة من الشرق يقضي فيه أياماً وليالي متتابعة يعبد الله وفي ليلة الحاجي والعشرين من رمضان وبينما هو في الغار وقد بلغ عمره أربعين عاماً أتاه جبريل – عليه السلام – فقال له : اقرأ بقارئ ( أي : لاأعرف القراءة ) فعاوده جبريل للمرة الثانية والثالثة وفي الثالثة قاله : ) اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم الإنسان مالم يعلم ( تم انصرف عنه ولم يطق رسول الله صلى الله عليه وسلم البقاء في غار فعاد إلى بيته ودخل على زوجته خديجة يرجف عنه الروع فأخبر خديجة بما حص له ثم قال ( لقد خشيت على نفسي ) فقالت خديجة : كلا والله لايخزيك أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب وبعد فترة قصيرة عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى غار حراء ليواصل تعبده فيه فلما انتهى من عبادته نزل من الغار ليعود إلى مكة فلما صار في بطن الوادي جاءه جبريل جالساً على كرسي بين السماء والأرض وأوحى إليه ) يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر ( ثم استمر الوحي وتتابع بعد ذلك .
لما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوته لبت الزوجة الفاضلة نداء الإيمان فشهدت لله بالوحدانية ولزوجها الكريم بالنبوة فكانت أول من أسلم وحدث رسول الله عليه وسلم صديقه الحميم أبا بكر فآمن وصدق بلا تردد ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم وفاء منه لعمه أبي طالب الذي كفله ورعاه بعد أمه وجده قد استخلص من أبناء من أنباء عمه علياً يربيه عنده وينفق عليه وفي هذا الجو فتح علي قلبه غآمن ثمن بعد ذلك تبعهم زيد بن حارثة مولى خديجة .
استمر النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة السرية فقد كان منهم يخفون إسلامهم لأنه إذا ما كتشف أمر واحد منهم يعرض لآقسى صنوف العذاب من كفار قريش ليردوه عن الإسلام .
أخوكم :
أبو عبدالرحمن