أمير الشعراء أحمد شوقي

[أبـــو خـــالـــد]

ابن القاهرة في دمه يجري خليط دماء عربية وكردية وجركسية ويونانية وذلك تبعاً لنسب والديه وجديه
وجدتيه. اهتمت به جدته اليونانية التي كانت تعمل وصيفة في قصر الحذيوي اسماعيل وأنا في الثالثة من عمري وكان بصري لا ينزل عن السماء من اختلال أعصابه فطلب الخديوي درة من الذهب، ثم نثرها على البساط عند قدميه، فوقفت على الذهب اشتغل بجمعه واللعب به، فقال لجدتي: اشتغلَ بجمعه واللعب به وقال لها: اصنعي معه مثل هذا، فإنه لا يلبث أن يعتاد النظر إلى الأرض. قالت: هذا دواء لا يخرج إلا من صيدليتك يا مولاي قال: جيئي به متى شئت فإني آخر من ينثر الذهب في مصر. وهكذا دخل أحمد شوقي وتلمس ذهبه باكراً.

عبقرية شوقي
درس شوقي علومه الأولى في المدرسة الخديوية وفي التجهيزية ثم التحق بكلية الحقوق، لكنها لم ترقُ له فالتحق بقسم الترجمة وكان قد أنشأ حديثاً وتخرج منه.
تفتحت عبقرية شوقي الشعرية باكراً حتى بهر بها اساتذته. فلما عُين بعد تخرجه موظفاً في رئاسة القلم الافرنجي في القصر اتصل بالخديوي وصار شاعره. ولم تمض سنة واحدة حتى شعر الخديوي أن على شوقي متابعة تحصيله ليستكمل ثقافته، فأرسله إلى فرنسا ليلتحق بكلية الحقوق ويوثق معارفه بالمدنية الغربية وآدابها. وهكذا سافر شوقي إلى فرنسا ليعود وقد نال إجازة في الحقوق وليعيش من جديد في القصر.
وفي عام 1894 أوفده الحذيوي عباس الثاني ليمثل بلاده في مؤتمر المستشرقين في جنيف فألقى هناك قصيدته التاريخية: كبار الحوادث في وادي النيل» ومطلعها:همت الفلك واحتواها الماء وحداها بمن قَّلُ الرجاء
ضرب البحر ذو العباب حواليها سماء قد أكبرتها السماء

وجد شوقي في الخديوي عباس حلمي صورة المثال الذي يرغب يرغبه فكان لسانه إن وصف أو مدح أو هجا أو خاصم... وكان فخوراً بمركزه حيث تولى رئاسة القلم الافرنجي فضلاً عن كونه شاعر الخديوي

إنقلاب أحمد شوقي على نفسه
عند نشوب الحرب العالمية الأولى أبعد الانكليز الخديوي عباس حلمي عن مصر وهو المعروف بعدائه لهم، وعينوا قريبه السلطان حسين كامل مكانه، كما بدلوا موظفي القصر جميعهم وطلبوا من أحمد شوقي لمكانته العالية في القصر. الرحيل فاختار منفًى محايداً وسافر مع أسرته إلى الأندلس.
وفي الأندلس كان شوقي رغم حريته يشعر برغبه في العودة. وعند انتهاء الحرب العالمية الأولى عاد شوقي إلى مصر فاستقبل استقبال الأبطال لأنه لم يهادن الاستعمار، إلا أن المفاجأة الكبرى كانت في رفض شوقي الاتصال بالقصر فقد حصل انقلاب في نفسه فراح يذوق ألم الشعب وينظم فيه متقرباً منه في مصر وفي جميع الأقطار العربية، فذاعت شهرته واختير عضواً في مجلس الشيوخ وفي عام 1927 تنادت الأقطار العربية إلى تكريمه وبايعته وفودها أميراً للشعراء، وقد أعلن ذلك صديقه المقرب الشاعر حافظ ابراهيم بلسان الجميع:أمير القوافي قد أتيتُ مبايعا وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
لقد تحسس أحمد شوقي مآسي البلاد العربية خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخها فجسد في قصائده شعوراً قومياً جياشاً. فها هو يوم ورة دمشق ضد الفرنسيين يهب منادياً وداعماً جهاد الثوار وكفاحم:سلام من صبا بردى أرق ودمع لا يكفكف يا دمشق
ومعذرة اليراع والقوافي جلاء الرزء عن وصف يدق
دم الثوار تعرفه فرنسا وتعلم أنه نور وحق
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
وكان شعوره هذا مع كل عربي في الشرق وأينما كان:ونحن في الشرق والفصحى بنو رحم ونحن في الجرح والآلام إخوان
كلما أنَّ بالعراق جريح
لمس الشرق جنبه في عمان

وإلى جانب الثورية في شعر شوقي فقد كان نصيب الإسلام ومدح النبي صلى الله عليه وسلم كبيراً فهو القائل في قصيدته الميمة الشهيرة
ريم على القاع بين البان والعلم أحلَّ سفك دمي في الأشهر الحرم
يا رب صلَّ وسلم ما أردت على نزيل عرشك خير الرسل كلهم

محيى الليالي صلاة لا يقطعها إلا بدمع من الإشفاق منسجم
مسبحاً لك جنح الليل محتملاً ضراً من السهر أو ضراً من الورم
إلى ذلك يعتبر شوقي شاعر الأخلاق فلطالما حضَّ على الفضيلة والقيم حتى أصبحت بعض أبياته حكم تجري على ألسنتنا:وإنما الأمم الاخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ويقول أيضاً:صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقيمِ
والنفس من خيرها في ير عافية والنفس من شرها في مرتعٍ وخمِ

أهم مؤلفاته
ـ ديوان شعره مجموع في أربعة أجزاءـ أسواق الذهب ـ دول العرب وعظماء الإسلام إضافة إلى سبع مسرحيات شعرية ونثرية.
وفي عام 1932 أسقطت قيثارة الشعر من يده ولبت روحه نداء بارئها.
وقد رثاه العديد من الشعراء والأدباء، من أجمل ما قيل في رثائة ما قاله خليل مطران:يجلو نبوغك كل يوم آيةٍ عذراء من آياته الغرّاء
كالشمس ما آبت أتت بمجود متنوع من زينة وضياء


وشكرا

[معاهدات]

المفكر جميل هذا التفكير بالكبار من الادباء

ننتظر المزيد

[فريـــد]

الاستاذ المفكر

اختيار فعلا موفق لشخص ثقيل في ميزان الشعر ..

إنه أمير الشعراء وشاعر العصر

إنه أحمد شوقي بيك

لكن ورد في كتابتك هذا الخطاء :

اقتباس: والنفس من خيرها في ير عافية والنفس من شرها في مرتعٍ وخمِ

والصواب :

والنفس من خيرها في خيرِ عافيةٍ .. والنفس من شرها في مرتعٍ وخــمِ

أكرر شكري الجزيل لك لاختيارك الرائع ..

ولك تحياتي

[أبـــو خـــالـــد]

شكرا لك يا استاذي
وان شاء الله ترى المزيد ..

شكرا لك تقهو وشكرا لك ايضا على تصحيح الخطأ
وهذا يدل على قراءتك للموضوع وتمعنك فيه .