أسير وحدي في ظلمات الدروب الشائكة..
تربكني خطاي المتعثرة في الطرقات المظلمة..
وعلى ضوء القمر الفضي أعزف على قيثارة الألم ..
فتتناثر ألحاني في عبق الجو الحزين
محدثةً صدى يرن في مسامع الناظرين من خلف النوافذ..
إحساسي بالغربة يقتلني ويورث الخوف في صميم كياني..
نورك الخافت ياقمري يبعث في نفسي حطاماً من الأمل ..
ألملمه بن جنباتي المبعثرة كي لا يتسلل لها اليأس فيقتلها.
سنين من الألم تتبعها سنين أخرى وأنا هنا أصارع أمواج الحزن العاتية
وأبحث عن قاربٍ يضمني ويمسح آثار الحزن من قسمات وجهي
وعن غيومٍ تظللني وتمنع البؤس عني..
ولــــكن ضعت وضاعت أيامي..
فجرفتني تيارات الحزن القاسية بعيداً عن ساحل سعادتي المفقودة.
اه لقـد سـأمت كـل الـقـلوب الـغادرة .
سأمت خــداعـها لي وتـلاعــبها بأزاهــير حبي
انـــهارت قــوى أدمـــعي ..
وتـــبددت آمــال قـــلبي الجـــريح ..
ســنينٌ مـضت وقــلبي يــحلم كــل لــيلة
بــأيد حــانية تــربت عليه وتـــخفف عــنه..
وبـــشفاه نـــاعمة تــقبله بـــحنانها
قــبل خــلوده لــفراش الأمــل..
لــكنها أحــلام ..
أحـــلام مــزجــت بــخيال.. مــجرد خــيال.
فـــشكراً لكــل الــقلوب الــغادرة
لا أعلم كــيف لـي أن أشكــركِ بــعد كــل
ســنين الـشقاء الــتي أجــبرتـني فيــها
أن أستــلقي عــلى أشـواك الـخديعة
وأن أسكن بكــهوف الألم..
ثم لا أبالي بل أســلي نــفسي بــالصـبر..
وأمنيها بــنهار جـــديد
.. تسترجع فــيه حــريتها..
لكــن بؤسا لأمنياتي المتــرددة..
فــقد هــزمتـها رمـــاح القـــلوب الـــغادرة..
وحــــولتها لحــطامات بـــلورية..
تجــرحني كـــلما حــاولت لمــلمتها بــقلبي
تــفننتِ في تـــعذيبي
يا تلك الأفــئدة اللــعوب..
وأبدعت حين رســمتني
بـلوحــاتكِ دمــيةً شـديدة الغـــــباء..
وما جعلتني كــذلك إلا لقـناعتكِ بأن
بــداخلي قلبٌ يــشبه نـــسمة صـــغيرة
يطـــغي عـــلى وجـــدانها
الــــبراءة والـــــطيـبة ..
ولـــيس باسـتـطاعـته أن يؤذيـكِ
حينما تــبادرين أنــتِ..
فــلكِ مــني ألـــف شـــكر
وألـــف تـــحية
وهـــنـيئاً لكِ بــنصركِ الـــساحـق.