ابا عبد الله ( محمد سابق الفوزان ) صديق والدي العزيز .. كان خبر وفاته امس مؤلما ..ولمن لايعرفه فقد كان رحمه الله عفيفا ..بار بوالديه .. عمل الكثير حتى وضع اسمه بين رجالات بريده .. عرف بمحطة السابق بطريق المدينه ..تحمل من الابتلاء الكثير وظل .. صابرا محتسبا ... انتقل والدة ووالدته بيوم واحد .. عندما تمت الصلاة على والده ظهرا ... واذا بوالدته تسقط ليصلى عليها العصر ... ثم فجع بوفاة فلذة كبده الاكبر المهندس ( عبد الله رحمه الله ) ظل متماسكا محتسبا ينظر ماعند الله ولايمانه القوي بقدرة الله ... وليفجع بعدها بوفاة الابن الثاني بحادث ... والثالثه عندما فجع بوفاة حفيده ...الله اكبر مااصبر ذاك الرجل... ومع هذا استطاع الاحتساب و لايمانه باقدار الله ... ودائما مايقول ( انا لله وانا اليه راجعون )
ظل يراعي احفاده من ابنيه المتوفين لعلمه انهم امانه في عنقه ...محافظا عليهم ... كان لتعامله الراقي مع اصدقائه الاثر الكبير .. عرف بكرمه وحبه للخير ... رغمما واجهه من ظروف الحياة واخرها من جيرانه ..ومع هذا ظل صابرا محتسبا ميقنا ان الله وحده لا يضيع اجر من احسن عملا ..
زرته منذ شهر تقريبابمنزله برفقة الوالد ..فظل كما عرفته بابتسامته
الرائعه والصادقه ..ورغم فارق السن الا انه اخذ بيدي ليطلعني على قصره العامر غرب كوبري حائل ... يشرح لي ما يحتويه واشار الى المسبح بقوله ( خل العيال ينبسطون ) وهو لايعلم ان نهايته فيه ..حيث نزل للمسبح قبل صلاة الجمعه امس .. ولم يخرج الا للمستشفى حاول معه الاطباء ولكن قدره ويومه ان يكون في ذلك اليوم الفضيل .الذي نسأل الله له الرحمه والمغفره.....
استاذت للخروج وقتهاوانا بصراحه تمنيت الجلوس ولكن ظروفي لم تسمح وقتها اذ الحديث معه رحمه الله شيق .. فيه من العبر الكثير ..دائما لسانه رطب بذكر الله..يبعث الراحه والطمانينه..ابتسامته محببه الى النفس.. وعندما ودعته داعبني رحمه الله قائلا ( ترى ما احسبها جيه ) ولا اعلم انه سيكون اخر لقاء مع هذا الفارس و واحد من رجالات بريده الافذاذ ...لاتربطني به علاقه سوى انه صديق الوالد الصدوق الوفي على مدار خمسة عقود..... عرفته منذ صغري انه ابو السابق فقط .. ولكن مع مرور الزمن وكثرة ما مر عليه رحمه الله من مصائب الدنيا ...سمعت افعاله مع الاخرين مع مرور الوقت ...
ليذكرني بقول الشاعر .........
حتى اذا ما جأته متهلهلا ................. كأنك تعطيه الذي انت سائله
العزاء لابنه المهندس (فوزان ) ولابنه مساعد ... اللذان سيحملان لواء والدهما واكبر اخوانهم.... والحفاظ على ابناء اشقائهما واحسبهم كذلك ولجميع ابناءه وبناته ... ولافراد العائله جمعاء ... لااستطيع مواصلة الكتابة عن ذاك الرجل ...ولكن اسال الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته ... وان يلهم ابناءه الصبر والسلوان ... وان يرحم والدينا ووالديكم انه سميع مجيب .............
العرض الشجري