الفصل الثالث
(العــــــــــــــار)
§§
الجميع أحس بأن هناك شي غريب في المكان, فالسكون غريب, وتكاد تكون كل الأنوار مطفأة...
وفجأة..
فتحت كشافات المعسكر كاملة, وكانت جميعها موجهه نحو السيارة التي يقودها عبدالمحسن, وبعد
لحظه من الزمن, بدأ يتبين الموقف لجميع من كان في السيارة, فكان جمع كبير من الجنود
موجهين فوهات مدافعهم ومسدساتهم نحو خالد وزملائه, وتبين أن قائد الكتيبة موجود أيضا..
همس اللواء قائد الكتيبه مع مساعده العقيد, وذهب..
أمر العقيد مجموعه من الجنود بإنزال كل من في السيارة, والذهاب بهم إلى خيمة الحجز..
سكون غريب كان يعم المكان في خيمة الحجز, وكسر عبدالمحسن حاجز الصوت بقوله..
عبدالمحسن: وش راح يصير الحين بنا يا جماعه..
يوسف: هاذي يسمونها عصيان أوامر عليا أثناء الحرب, وفيها ذبح,
خلونا نتمنى إنها تصير على فصل تأديبي, بس لازم نجيب سبب مقنع لخروجنا من المعسكر..
محمد: تبينا نكذب؟؟
يوسف: أنت شايف حل ثاني؟؟,
لو نقولهم إننا رحنا علشان نجيب رسالة ما راح يصدقوننا, وراح تبدأ الشكوك..
أحمد: أنا رأيي من رأي يوسف, نعطيهم أي سبب مقنع.
عبدالمحسن: أنا ما اعرف أكذب.
وبدأ صوتهم بالارتفاع..
يوسف: شف.. أنا ما راح أموت بتهمة الخيانة.. أنت تسمع؟؟
محمد: أنا أقول نقولهم الصراحة, وندعى أن الحكم يصير مخفف..
وأرتفع صوتهم أعلى وأعلى.. حتى تكلم خالد..بصوت عالي..
خالد: يا شباب؟؟
سكت الجميع..
خالد: أنا آسف جدا أنى جريتكم معي وسببت لكم هاذي المشاكل,
وأنا راح احلها لكم, راح نقولهم أني أجبرتكم وبقوة السلاح, وبكذا تطلعون منها..
أحمد: أنت انهبلت, محد مننا راح غصبن عليه, صحيح أننا رحنا علشانك...
وقطع كلامه صوت الجندي يدخل إلى الخيمة, ويطلب خالد للتحقيق معه..
راح خالد علشان يحقق معه..
دخل خيمة اخرى, وكان موجود فيها العقيد, مساعد رئيس الكتيبه, والميجور, وجندي سعودي يكتب المحضر..
مرت حوالي نصف ساعة قبل أن يعود خالد إلى خيمة الحجز..
وذهب بعده يوسف..ثم أحمد.. ثم محمد.. ثم جاء الدور على عبدالمحسن..
كان عبدالمحسن يسأل كل شخص يأتي من
التحقيق, ولكنه لا يأخذ اجابه شافيه, فالكل يأتي من التحقيق منهك, ولا يريد الكلام..
ذهب عبدالمحسن إلى خيمة التحقيق, يقوده الجندي..
دخل إلى الخيمة.. ووقع نظره على الميجور, فبدأ بالقلق, وبدأ العرق يتصبب من على جبينه..
قال له العقيد: هلا عبدالمحسن.. تفضل اجلس.
جلس عبدالمحسن على الكرسي, وكانت بينه وبين العقيد طاوله, وكان
العقيد قد وضع قدميه على هذه الطاولة, وفي الزاوية كان يجلس الميجور الأمريكي..
العقيد: يالله قلنا وش القصة,
وشلون جرجروك معهم.. أنا عارف انك أنت عاقل ومنتب راعي خرابيط.
عبدالمحسن: الصراحة أني أنا السبب.. أنا كان عندي غرض..
قاطعته ضحكه كبيره للعقيد..
العقيد: كان عندك غرض ناسيه في الموقع القديم واجبرت
البقية انهم يجون معك!!..الصراحة أنا حققت مع ناس واجد, بس مثلكم يا لخمسه ما قد
شفت, يعني بالعادة ندور على المذنب, بس في هاذي القضية كل واحد منكم يقول أنا!!
وأشر على الجندي..
فأخذ الجندي عبدالمحسن إلى خيمة الحجز..
ومرت الدقائق كسنوات على
الخمسة المحتجزين, ولم يذق أي منهم طعم النوم, فقد كانوا يعلمون أنهم في مأزق..
وبعد صلاة الفجر في اليوم التالي, دخل العقيد إلى خيمة الاحتجاز, وأمر
المحتجزين بأتباعه, وكان معه ثلاث جنود, فتبعه الخمسة, ولا يدرون إلى أين ينقادون,
ولم يمر وقت طويل حتى عرفوا انهم في طريقهم إلى خيمة قائد الكتيبة.. اللواء...
دخلوا مكتب قائد الكتيبه, وأدوا التحية جميعا, ثم قال قائد الكتيبه
اللواء: الحقيقة أنى اخجل ان
أعلم وجود نوعيتكم في كتيبتي, أنتم عار على السعودية, وتصرفاتكم الصبيانية تدل
على عدم اهتمامكم بقضايا الدولة, وتصرفاتكم أثناء التحقيق, تؤكد هذا الشي.
خالد: سيدي سعادة اللواء, فيه حقيقة يجب أن تكون معلومة عند سعادتكم..
اللواء(مقاطعا): أنا ما عطيتك الأذن
بالكلام يا رقيب.., الحين أنتم مالكم مكان في كتيبتي, ومن الممكن أن اصفيكم بتهمة
عصيان أوامر عليا أثناء الحرب, ولكن ولمعرفتي السابقة بوالد أحمد ومحمد, وكان رحمة
الله عليه نعم الرجل, ولكنه ما عرف يربي عياله للأسف, ولعلاقتي السابقة به, راح أستخدم
صلاحياتي, وراح أخفف الحكم إلى فصلكم فصل تأديبي, وراح يكون فيه تحقيق معكم بعد انتهاء حالة الحرب, بس أنا ما راح أستخدم صلاحياتي إلا إذا عطيتوني السبب الحقيقي
اللي خلاكم تسرقون سيارة الميجور وتطلعون بها خارج المعسكر..من أكبركم رتبه؟؟
خالد: أنا طال عمرك,, الرقيب خالد.
اللواء: وش طلعكم من المعسكر؟؟
خالد: أنا نسيت غرض في مكاننا القديم, ورحت علشان أجيبه,
وأخذت محمد وأحمد علشان يدلونني, ويوسف هو اللي دبر لي السيارة عن طريق عبدالمحسن.
اللواء: يعني أنت الرأس المدبر؟؟
خالد: نعم طال عمرك, وأنا اللي سببت المشكلة من الأساس, وأنا اللي أستحق العقوبة, وليس هم.
اللواء: أحترم نفسك
يا رقيب, موب أنت اللي تحدد من اللي يستحق العقوبة, وعلى كل, وشو الغرض اللي نسيته؟؟
خالد(بعد تردد): نسيت رسالة من شخص عزيز.
اللواء: وش قلت؟؟.. رسالة؟؟.. أنت شايف أن هذا سبب مقنع؟؟.. من مين هاذي الرسالة؟؟
خالد: من زوجتي طال عمرك.
اللواء(وهو يحاول إخفاء علامات الاندهاش من على محياة): طيب طيب.. الحين أنا
عندي سببين لفصلكم, الأول اللي قلته, والسبب الثاني أنكم مجرد أطفال, ما كبرتوا, تحطون
أنفسكم وغيركم في خطر, علشان أشياء تافهة, ولأنكم كلكم شاركتوا في هذي العملية اللي أقل ما أقول عنها ألا أنها تافهة وسخيفه, أنا قررت فصلكم فصل تأديبي, وراح أوفر لكم
وسيلة نقل علشان تروحون فيها لم الدمام, وتسلمونها هناك عند قيادة الأركان, والحين
أبغاكم تسلمون أسلحتكم, وشاراتكم للعقيد, ومع السلامة, تأخذون عفشكم, وتمشون الآن..
الفصل الرابع
(ميسون.. مره أخرى)
في عرض الصحراء, كانت تسير سياره تابعه
للجيش, وعلى متنها الخمسة المفصولين, ويقودها محمد, كانوا في طريقهم إلي الدمام..
كان الصمت هو سيد الموقف..
فالصدمه أكبر من أن تنسى, فقد عرفوا جميعا أن
العار سيلحقهم أين كانوا, ففي المجتمع السعودي, كل شي يغتفر إلا الخيانة, ولا يوجد أكبر
من خيانة الوطن, وعرفوا أنهم مهما شرحوا الوضع, سيضلوا في أعين المجتمع مجرد خونه.
كان عبدالمحسن هو اقلهم قلقا, ومن الممكن
لقلة خبرته بالمجتمع, لم يكن يأبه كثيرا بأحاديث الناس, فقطع حبل الصمت بقوله..
عبدالمحسن: موب غريبة أن اللواء يرسلنا بدون أي حارس شخصي, أو على أقل الأحوال مرافق؟؟
يوسف: اللواء ما يستطيع
أن يضحي بأي جندي عنده, ويكفي أنه فصلنا, وبعدين ما أتوقع أنه يثق فينا علشان يرسل
معنا أي أحد, خصوصا بعد الفصل, فقرر يضحي بالسيارة على أقل تقدير, ويرسلنا بلحالنا.
عبدالمحسن: طيب موب من الممكن إننا نطعن في قرار اللواء؟؟
أحمد: من الناحية القانونية ممكن, ولكن ستعاد محاكمتنا بعد الحرب,
وقد يكون العقاب مضاعف, فالحقيقة أنه مافية أحد راح يصدق قصتنا, وحتى وان
صدقونا, فسيعتبرون المسألة إهمال وعصيان أوامر, وكل هالأشياء ميب في صالحنا أبدا.
عبدالمحسن: وأنت يا خالد وش رأيك؟؟.. وراك ساكت؟؟
خالد: وش تبيني أقول؟؟
عبدالمحسن: ورى ما تكمل القصه؟؟
خالد: أي قصة؟؟
عبدالمحسن: قصة ميسون.. تراك ما كملتها.. وحنا نطلبك!!
خالد: حنا وين وأنت وين.. والله أنك فاضي..
عبدالمحسن: أية فاضي.. قدامنا على الدمام سبع ساعات.. وش ورانا؟
التفت خالد على باقي الموجودين
يحاول أن يجد علامات المعارضة في أوجههم, ولكنه لم يجد... فخضع للأمر ..
خالد: طيب وين وصلت؟؟
عبدالمحسن: يوم علمت الوالد أنك تبي تعرس..
أبتسم خالد.. وبدأ في تذكر الأمر..وهو لم ينساه أبدا.. وبدأ في إكمال القصة..
§§
خالد: في ذاك اليوم اللي قررت فيه الزواج وكان يوم جمعه, كان يوم عيد عندنا
في البيت, العجوز كانت تبي تطير من الفرحة, ومسكتني على جنب, وعددت على عشرين
أسم, وأنا كنت أتمنى أنها تعد ميسون معهم, علشان ما انحرج قدامها, بس للأسف
ما عدت ميسون, والعجوز حست أن عندي شي, وقالت: عطنا اللي عندك؟؟.. من بنته؟؟
أنا وانا أتلعثم: ميسون بنت أبو صالح.. صديقي..
أمي: والنعم.. جمال ودلال وأخلاق..
أمي تكفلت بجميع الاتصالات, وما مر أسبوعين
إلا وأنا والوالد وأثنين من أخواني في بيت أبو صالح علشان الملكة, وكنت أنا محيوس
وحالتي حاله, مثل اللي يبون يعدمونه, في رأسي ألف فكره وفكره, وما غير أتصبب عرق,
خلصنا الملكة, وجينا نبي نمشي, مسكني عمي أبو صالح وقال أقعد أبيك, راحوا أبوي
وإخواني وأنا جلست بالمجلس استنى عمي يجي, وما كان فيه أحد كلهم دخلوا جوا, وبعد عشر
دقايق, انفتح الباب حق المجلس, وكانت هي ميسون.. بلحالها.. ومعها صينية فواكه..
وقالت : السلام عليكم
أنا(مثل اللي مكبوب عليه مويه بارده):وعليكم السلام.
أنا ما كنت ادري أقوم ولا أقعد, انخبصت, قمت وأخذت الصينية منها
وحطيتها على الطاولة, وجت هي وجلست على الكنب, وأنا جلست على الكنبة اللي جنبها..
من يوم ما دخلت ميسون علي بالمجلس, وانا مختبص, ما حاولت إني أناظرها, كنت خايف أطيح
ولا أطيح شي, يوم جلسنا, رفعت عيوني وناظرتها, وكانت أجمل مخلوق ناظرته بحياتي,
كانت لابسه فستان أخضر, وكانت منزله راسها وخجلانه, وهذا زادها جمال عن جمال.
مرت ثواني أو دقايق,
ما أذكر, كنت اقدر اجلس طول عمري هذيك الجلسة, أمتع عيوني بها, بس بعد فتره..
قلت: كيف الحال؟
قالت: الحمد لله.
قلت: وش رايك.. أنا اببدأ أدور على شقه, وين تفضلين؟؟
قالت: اللي تشوفه, بس أنا أبى جنب أهلي..
قلت وأنا يقالي أمزح: وأنا بعد أبى جنب أهلي..
وضحكت.. وابتسمت.
. وفي ذيك اللحظة دخل علينا عمي اللي هو أبوها, فقمت أنا وحبيت رأسه, واستأذنت..
ورحت طاير لم البيت.. بس علشان
أكلمها بالتلفون.. وكلمتها.. وجلسنا ساعات في التلفون, تكلمنا عن كل شي, وبدت
الحواجز اللي بيننا تتكسر, وبديت أعرفها أكثر واكثر, وطبعا زاد حبي لها أكثر..
وكنت أكلمها بشكل يومي, أو على أكثر الأحوال, يوم بعد يوم, الين جا يوم وكلمتها..
أنا: الو..
ميسون: الو..
أنا: أقول ورا ما تتركين دراستك وتشتغلين سنترال؟؟
ميسون ضحكت: شف.. أنا ترى ما فيه أحد يقدر يتحكم فيني..
أنا: ألا أنا ابتحكم فيك..أنتي أساسا أكبر غلطه في حياتك يوم وافقتي تعرسين علي,
أنا من النوع الديكتاتوري, وما عندي لعب.. وعلى كل.. إن غدا لناظره قريب.
ميسون: أنا اعترف ومعك إنها غلطه, بس أنا عندي
أسباب بعد.. أنا عندي عقد من كل الرجال, واخترتك من بينهم علشان اطلع عقدي فيك
..المهم, تراك أزعجتنا كل يوم والثاني متصل, لا تكون تحسب أنى ما عندي غيرك,
فيه هاني, وتركي, وسمير, وانا ما ودي أحد منهم يتصل ويلقى التلفون مشغول..
أنا: ومن قالك أني متصل أبيك.. أنا
متصل أبي صديقي صالح, وبعدين ما ابيك تأخريني.. مواعد صديقتي هنادي في العقارية..
ميسون بدت تعصب : طيب أنادي لك صالح الحين..
أنا: لالا خلاص.. وش عقبه.. دامنا طحنا بك.. الشكوى لله.. المهم.. جا الدور على غرفة
النوم, لازم نحجزها من الحين, فأقول ورا ما أمر عليك, ونروح سوا لم المفروشات ونختار؟..
بس أنا أقول نخلي الوالدة ترتاح بالبيت, ماله داعي نأخذها معنا ونتعبها.. ولا؟؟
ميسون ضحكت وقالت: ما حزرت.. أبشرك تبي ترتاح مني ولا راح تطيح بي لمدة أسبوعين..
أنا: ليش عسى ما شر؟؟
ميسون: نبي نروح لم جده بكره, نتمشى مع اخوي صالح..
أنا: لاه.. وشوله التمشي والخرابيط؟؟
.. وأنا الحين ولي أمرك.. ومنيب راضي...وبعدين بعد العرس نروح للي تبين..
ميسون: يعني ما تقدر تستغني؟؟..وبعدين أنا ولية أمر نفسي.. وجزء من الرحلة تجهيز لي..
أنا: ما اقدر استغني.. ضحكتيني..وبعدين مثل ما قلت لك, ما تقدرين تغيبين عن عيني..
ميسون: يعني وش تبي تسوي؟؟.. تبي تلحقنا؟؟..
أساسا أنت ما تعرف وين نبي نسكن, وأنا منيب معلمتك.. أبى ارتاح منك شوي على الأقل..
أنا: طيـــــــــــب.. نشوف..سلام
ميسون: سلام
وصكيت السماعة, ورحت لم غرفة العجوز..لقيتها تصلي.. استنيتها لمين
خلصت ثمن قلت: أقول.. أنت تراكي من زمان ما اعتمرتي.. وشرايك اعتمر بك بكره؟؟
بينما كان خالد يقص قصته, وكانت كل الرقاب متجهة نحوه, قطع كلامه صوت محمد..
محمد: يا شباب.. شوفوا..
وكانت سبابته تشير إلى عاصفة من الغبار تبدو من بعيد..
أحمد: وشي هاذي؟؟
محمد: هاذي وحده من الكتائب, قاعدة تتحرك..
يوسف: طيب؟؟.. وش الجديد؟؟
محمد: الجديد أنها قاعدة تتحرك في اتجاه السعودية.. يعني تتحرك للخلف..
أحمد: طيب يمكن جتهم تعليمات علشان يرجعون أو يغيرون موقعهم.
محمد: يمكن.. بس أنا أمس مطلع على جميع مواقع الكتائب, وما كان فيه
أي كتيبه متراجعة هذا التراجع, ولا يمكن لأي كتيبه على حسب المواقع اللي شفتها
أمس أن تاصل إلى هنا بهاذي السرعة.. يا جماعه.. في شي غريب قاعد يصير..
أحمد: لا تصير عاد موسوس..
محمد أنحرف بالسيارة نحو الكتيبة وهو يقول: خلونا نقرب, ودي أشوف هالكتيبه
تبع أي دوله.. لأن ما أظن إنها سعوديه, وعلى الأغلب راح تكون أمريكية, بس خلوني أشوف..
وأقترب بهدوء من الكتيبه, وكانت الكتيبه تسير
بسرعة, وسرعان ما اقتربوا لأخر دبابة, وبدأ ينقشع الغبار شيئا فشيئا, وفي لحظه
من اللحظات, صرخ جميع من كان في تلك السيارة في وقت واحد من هول ما شاهدوه..
فلقد كان العلم العراقي هو العلم المطبوع على الدبابة..