..
،
،
،
،
،
،
،
،
لا أعلم كيف أتحدث بصراحة ..!!
لكن انتابني شعور بأنه قد يأتي اليوم الذي نبيع ونشتري فيه أي شيء بمبلغ خيالي ..
بدأنا بالدينار العراقي .. وانتهينا بمكينة الخياطة ..
فثقافة المجتمع تقاس بمدى تتبعه للشائعات ..
وأنا أضم الشائعة لمرتبة البدعة ..
أو بمقاربة أكبر هي صورة طبق الأصل من البدعة ..
والبدع لا تنتشر إلا في مجتمع ينعم بكمية وافرة من الجهل ..
سرت في الفترة الأخيرة شائعة مفادها أن مكائن الخياطة القديمة " أم أسد " .. الروسية
تحوي زئبق أحمر .. وكما أشيع عن هذا الزئبق فهو يستخدم في تسخير الجن وفي إبطال عمل المتفجرات ..
هذا ما وصل لي من خزعبلات .. وما خفي كان أعظم ..
دفع هذا الجميع إلى البحث في مستودعاتهم وأغراضهم القديمة عن مصدر ثروة يقبرون معه الفقر والحاجة
صدقوني ليست هنا المشكلة ... !!
المشكلة بأن هذه الإشاعة انتشرت في أوساط من يحملون درجات علمية كبيرة وثقافة عالية ،
فصدقها العالم الديني
والمعلم
والتاجر
والطالب الجامعي ..
وغيرهم من أهل العلم والثقافة ..
هل يعقل أن تلغي شائعة أو " كذبة إبريل " كل التفكير العقلاني .. في رؤوس من تزودوا بالعلم والمعرفة ؟!!
بصراحة :
رغم أنَّ نسبة كبيرة من مجتمعنا تحمل الشهادة الجامعية ..
إلا أنه بالحقيقة ما زال مجتمعنا بغاية الأميّة .. أو بتجرد أكبر ما زلنا نخوض في مستنقعات الجهل ..
فكأن ثقافتنا ودرجاتنا العلمية مجرد قصور من الرمال تنهار مع أول هبة ريح ..!!
فدعونا نبيع هذه الثقافة بدل مكينة الخياطة !!
العرض الشجري