بسم الله الرحمن الرحيم
ماأجمل أن يكون بين يديك سلاحٌ أو وسيلة تستطيع من خلالها إنقاذ شخص أو إرشاده إلى الطريق نحو الحياة بطريقة أفضل!!
ولكن لاضير أن تساعد وأنت أعزلْ!!
........................
كنت واقفاً في الممر كطالب مستجد!!
وظيفته المتابعة والمراقبة والمساعدة إن دعت الحاجة بما يستطيع!!
رغم أنه لايمتلك القدرة الإكلينيكية!!
والخبرة العملية في التعامل مع الشخص المقابل !!
................
جاء الشخص المسكين يحمل طفله ذو ال6 سنوات!!
وكان الممر يخلو من الأطباء الكبار!!
فلم يجد إلا شخصي المُشاهد والمتفرج!!!
.........
قال بنبرة إستجداء: هلْ لك أن تساعده؟؟(رغم أن مشكلته بسيطة بعد إطلاعي!!)
وهو يمد يديه نحوي ليريني طفله!!
شاهدت الطفل : وهو ينظر إلي بنظرة بريئة جداً ..... وأثناء نظراتنا المتبادلة رأيت صمت الأطفال اللطيف ولكن خلفه علامة تعجب كبيرة!!
شدتني نظراته وحفزتني كلمات والده!!
فقلت أدخله هنا!!
أدخله: إلى الغرفة المتقشفة!!
وأخذت أفحصه بخوف وهلع وتردد!! لخوفي وعدم ثقتي الكبيرة حينها!!
حاولت أن أفكر وأستخلص ماأعرف!!
أردت أن أنجح منذ بداية الطريق...
أردت أن أتذوق طعم السعادة الحقيقية بمساعدة الآخرين... بعد أن تعلمت قبلها كيف أُحس بمعاناتهم!!
وكيف أقرأ عيونهم!!
وكيف أُضحي بالتعليمات الركيكة!!! وأكون ضحية مقابل سعادة الآخر!!
فالمهم هو المبدأ!!
واكتشفت بخبرتي البسيطة أنه يعاني من جفاف حاد!!
عملت الازم!!
فتفتح الطفل ودبت الحياة في عروقة وبدأ يتكلم ببرائة!! لطيفة!!
بعد فترة الهزال العام جراء فقد السوائل!!
..............................
نظرت إلى مريضي الصغير !!(وعيناي تدمعان دموعاً لاأعرف معناها ولامغزاها!!)
ولكن دماغي يقول أحسنت!! أحسنت!!
(رغم أن المشكلة سهلة وبسيطة!! ولاتحتاج لذكاء وخبرة!!)
ولكن اللذة الحقيقية في الإبتسامة!!
.....................
غادرت الغرفة وتركت المهمه المقبله لمن بعدي !!
وأخذت أتمخطر لإني ساعدت شخصاً!!
....................
فإذا قسنا هذه بتلك وهي المساعدة بمضمونها العام فسنرى أن الأمر يستحق فالمساعدة ليست بالقيام بشيء عوضاً عن شخص أو معاونته فيه!!
فالمساعدة يمكن أن نقدمها جميعا حتى ونحن عُزلْ!!
......................
نبتسم لنداوي!!
ونبتسم لنُسعد!!
هذا سلاح..
ما رأيكم ببساطته!! وسهولته وقوة مفعولة؟
إذاً أنت تستطيع النفع والإفاده وإدخال السرور المعنوي في أي مكان توجد فيه وأي أرض تطاها قدمك!! وأي شيء تلمسه يدك وأي شيء تراه بعينك!!
فيدك سحرية وهي خالية!!
وقدمك سحرية وهي حافية!!
أنت تستطيع المساعدة بكل جوارحك.......
فقط فكر وتأمل في أهميتها وستجد جسمك يقوم بالأمر لاشعورياً!!
هذا ما أحسست به وآمنت به بعد الإقتناع!
.................
للأسف البعض يراها أسلوباً مثالياً لايحاكي الواقع ولكن تأكدوا أنها أساسُ لمجتمع يسعى لكي يرتقي...
أستغرب من وضع البعض لتلك الأمور الجميلة الرائعة مثالية!!
لتشاؤوم منه!!
أو لإن الأغلبية تركوها فبسبب بعدها أصبحت أقر للمثالية!!
ولكن كلها مبررات غيرمجدية ولاتنفع!!
فقط إبدأ أنت وسترى من حولك يتغير!!
....................
ودمتم بخير,,,,
على أمل أن نلتقي مره اخرى!
والسلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته,
العرض الشجري